الأهرام اليومي - القاهرة ماذا تريد سياسة النظام الحالى فى قطر منا؟ ولماذا هذا الاقتحام غير المبرر لشئون مصر الداخلية؟ ولماذا لا تريد أن يعيش الشعب المصرى حياة كريمة؟ إلى متى ستواصل الدوحة تمويل الارهاب والاخوان؟ ومتى ستنتهى من هذه الأفعال؟ هل المطلوب دفع فاتورة محاولة الغرب البائسة إفساد خارطة الطريق؟ وهل شرعية صناديق الاستفتاء العظيم لا تروق لحكام قطر الحاليين؟ وإلى أى مدى على الشقيق الأكبر أن يتحمل تجاوزات الشقيق الأصغر؟. أسئلة تفرض نفسها على الرأس بقوة. وتحتاج رؤية محدثة من المتخصصين والرأى العام ومؤسسات صنع القرار. ولسان حال الواقع يقول إن سياسة النظام الحالى فى قطر لا تتحدث من تلقاء نفسها، لكنها مجرد بوق أو أداة للمخابرات الأمريكية فى المنطقة العربية، والدليل قاعدة "العديد"، وصمت أمريكا على انتهاك حقوق الإنسان الممنهج فى قطر، وتجاهلها لأبسط قواعد الديمقراطية، وصمتها المطبق على انقلابات دورية وديكتاتورية فجة. لدعاة الحلول الوسط والتفاوض مع الدوحة نقول: القاعدة أمام كل ذى عينين هى أن نظام قطر الحالى لن يعدل سياساته العدائية مادامت الولاياتالمتحدة تناصب ثورة 30 يونيو العداء وتناصر الإخوان وتصمت حتى على حرق 50 كنيسة فى محاولة مقيتة لإعادتهم لسدة الحكم بقوة الإرهاب. يجب أن يدرك نظام قطر الحالى أن الإرهاب الأسود لن ينال من مصر بتاريخها وثقافتها وشعبها، بل على العكس سوف يزيدها إصرارا، وكلنا مصرون على استكمال خارطة الطريق. فلابد من مكافحة الإرهاب ومقاومة المخطط الأجنبى لضرب وحدة الدول العربية إلى رأب الصدع العربى وإلزام قطر بعدم دعم الإرهاب ماليا وإعلاميا، فإنها هى من ترعى الإرهاب فى مصر والعالم العربى، وتحرك الأعمال الإرهابية فى مصر، ويجب محاسبتها محاسبة عسيرة على كل ما اقترفته بحق المصريين. لم يعد سرا أن مصر تمتلك أدلة يقينية على تورط قطر فى أعمال إرهابية، ونطالب الحكومة بتحريك هذه الأدلة والوقوف فى وجه قطر على كل ما تفعله بالبلاد، إن ما يخطط له التنظيم الاخوانى لا يخرج عن طور الأحلام كون الشعب المصرى "سيدفن" من يحاول هدم مؤسسات الدولة أو العبث بأمنها. فمصر تحارب الإرهاب حاليا بتضافر جهد تام بين الشعب والشرطة والجيش. و"على الإرهابى أن يخاف منا لا العكس". قطر دولة صغيرة وليس لها وزن سياسى، ولذا قررت واشنطن استخدامها مرتكزة على ضعف الرأى العام فى قطر، وهى تستخدم قناة الجزيرة والمال لتنفيذ سياسات أمريكية فى المنطقة، وما هى فى الواقع إلا قاعدة أمريكية فى المنطقة، تعمل على خدمة أمريكا وإسرائيل. اختارت قطر النموذج الإسرائيلى كقدوة وشريك، وقد سال لعابها تجاه كنز الخليج الموصد فى وجههم دائماً، وكان العثور على هذا الكومبارس الذى يحلم بدور البطولة مسألة مهمة. وحتى جاء حمد بن جاسم وقال عندما سألوه عن كيفية قيام بلاده بدور محورى على الساحة الدولية، فقال دون تردد، إنظروا إلى إسرائيل، وهى دولة متناهية الصغر لكنها تنجح فى إصابة العالم كله بالصداع. ومن المؤكد أن استقبال قطر الإرهابيين المصريين وترحيبها بهم يؤكد أنها تدير مخططا ضد مصر! فهى تريد أن تلعب دوراً أكبر من حجمها، ولن تستطيع أن تلعبه لصغر شأنها وثقلها فى الوطن العربى، لذلك فضلت أن تأخذ الوكالة من أمريكا لتنفيذ سياستها المباشرة كأداة فى يد الإدارة الأمريكية فى المنطقة العربية. يجب على قطر أن تحترم ارادة الشعب المصرى فعندما عزل حاكم قطر والده احترم الشعب المصرى إرادة هذا الفرد، ولم تُعلق على الحدث واعتبرته شأناً داخلياً، وعلى قطر الآن أن تعى الدرس جيداً وتحترم إرادة الملايين من المصريين الذين قاموا بعزل حكم الإخوان وإبعاده من طريق الثورة، إنها تحاول إخفاء ما يحدث على أرضها من ممارسات ضد الحريات والديمقراطية، والطريق السهل لذلك هو مهاجمة الآخرين والمزايدة عليهم فى نفس الملفات، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بدولة فى حجم مصر، وإذا كانت مصر بحجمها وكبرها لا تتأذى بمثل هذه المواقف والتصرفات الصغيرة، لكن هذا يفيد قطر فى طريق غسل السمعة والرهان على نسيان ما نتج عن تدخلاتها على خط الأزمات فى كثير من الدول العربية من كوارث. قطر لن تستطيع تنفيذ وعدها وحتما ستوجه ضربة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية وتفقدهم الملاذ الأخير لهم، ولن يجد الإخوان بديلًا عن قطر إلا تركيا، التى تواجه تخبطات كثيرة بسبب فساد أردوغان، وتقمع الأكراد وكل معارض ليل نهار بأسلحة إسرائيلية. فلم يعد مقبولا أن تضع قطر قدما فى مجلس التعاون والجامعة العربية وقدما أخرى مع جماعة الاخوان الارهابية وبقية أعداء الأمة العربية. من هذا المنبر نقول بوضوح لماذا يا قطر؟ أسهمت فى تدمير سوريا وليبيا، والعراق والسودان. نظامكم الحالى يسيء لقطر وللعروبة، نحن مع قطر وضد سياسة نظامها الحالى الداعمة للإرهاب بأوامر غربية، فاض الكيل وبيتكم من زجاج، والشقيق الأكبر تحمل الكثير، وتريث بما يكفى، هذه هى الفرصة الأخيرة لكم بعدم التدخل فى الشئون العربية الداخلية، فإذا لم تلتزم ستواجه بوقفة قوية شعبية ورسمية قد تصل لقطيعة من كل الدول العربية.