المدينة - السعودية ليس وطنيًّا ولا عنصريًّا -كما يصف البعض- القول بأنه غالبًا ما ظهر تميز الفرد السعودي بالكفاءة والتفوق في كثير من الميادين التي يعمل بها، وكثيرًا ما أثبت السعوديون أنهم يملكون القدرات والكفايات المنافسة، إلاّ أن تفوق الفرد السعودي لا يقابله بنفس القدر تفوق المؤسسة السعودية، فأداء أغلب المؤسسات أقل من مؤهلات الكوادر السعودية، على أن البلد إجمالاً تشهد موجات من التصحيح والإصلاح، إلاّ أن المأمول -قياسًا بالمؤهلات- لا يناسب التطلعات، ولا يوافق إمكانات البلد ومكانتها! وكمثال ونحن نحتفي الآن بمرور خمسين عامًا على بدء البث التلفزيوني في المملكة، وبدء بث إذاعة الرياض، نتذكر كم مر على الإعلام أسماء خالدة لا تُنسى ولا تتكرر، ونفخر بشباب الإعلام السعودي الذي لم يبلغ الخمسين عامًا إلاّ أنه تفوق على المؤسسة بحداثة أدواته، وتفوق حضوره وقدرته على المنافسة وتصدر الفضائيات، ولا تزال أنجح القنوات الفضائية وأكثرها مشاهدة تستقطب الكفاءات السعودية المميزة، والتي تثبت دومًا علو كعبها وتفوق حضورها، ولا يزال السعوديون كأفراد يحصدون جوائز التميز في المحافل الإعلامية العربية والخليجية، إلا أن المؤسسات الإعلامية الرسمية لا تحقق تفوقا موازيا بل أن المتفوقين من أبنائها هاجروا لأسباب ينبغي أن تناقشها بمناسبة خمسينيتها، ولعلها تغير أولوياتها وتجدد أهدافها وآليات عملها وتحدث منابر حضورها وتتسق مع العصر بإعلامه الجديد النابض بالحياة والتفاعل. ليت أن الخمسين عامًا التي مرت على التلفزيون والإذاعة تبعث فيهما روح المنافسة، واستقطاب الكوادر بما يليق بهما معا، ليت أنها تغير من سياساتها وتستغني عن التعاقدات الضخمة مع شركات تأخذ أكثر ممّا تعطي. في بلادنا كوادر قادرة على النهوض بالإعلام ومنحه المواصفات الفارقة، وإظهار البلد بصورة تليق به وبإمكاناته، والأرضية لهذه النهضة متوفرة بالموارد المالية والبشرية والتقنية، وبالجماهير العريضة التي تُعدُّ سوقًا مغرية وجاذبة للمعلنين، كل خمسين عامًا وإذاعتنا وتلفزيوننا بخير. @511_QaharYazeed [email protected]