مكة أون لاين - السعودية استفتاء: هل تؤيد إضافة التربية البدنية ضمن جدول مدارس البنات؟ نعم أم لا. هذا هو الحال الذي آل إليه الشارع السعودي هذه الأيام، بحيث تدور نقاشات مستمرة وحادة بين المؤيدين والمعارضين لإدخال مادة التربية الرياضية في مدارس البنات. إنها مجرد مادة تربية بدنية تساعدهن على تدفق الدماء في أجسادهن، لكنها جعلت المعارضين ينتفضون انتفاضة رجل واحد لرفض المبدأ والقرار. كيف ينظر هؤلاء لقضية مباحة بالأصل وهي إدخال التربية البدنية لمدارس البنات غير المختلطة بالأصل؟ هذا لأنهم ينظرون لها بمنظار غير سوي ولديهم مصطلحات تتكرر منذ عهد الملك فيصل، رحمه الله، حينما عارضوا تعليم البنات، هذه المصطلحات أصبحت ساذجة ومكررة مثل: تغريب، إفساد، مؤامرة، بل تطور الأمر إلى ربط الرياضة بفقدان العذرية، مما يذكرنا أيضا بكارثة تضرر المبايض في حال قيادة المرأة للسيارة!. المنطق يقول لا علاقة لهذه المبررات باستحداث حصص تربية رياضية للفتيات لتساعدهن على الحركة ومكافحة السمنة والاكتئاب، وتنمي الشعور بالابتهاج نتيجة ممارسة الرياضة، فهي قبل كل شيء أمر صحي تماما ومباح شرعاً. لماذا بناتنا فقط من دون بنات العالم يخضعن لكل هذا الإجحاف في حقهن؟! إن ما يحدث هو بالضبط تكرار لمشهد تاريخي حدث في عهد الملك فيصل، رحمه الله، لمنع تعليم الفتيات وما واجهه تعليم البنات من اعتراضات وتحديات حتى جاء قرار الملك فيصل بالسماح بالتعليم لهن فوق كل هذه الأصوات التي كانت تقف ضد عجلة الزمن ومتطلباته. وربما هناك من غاب عنه أن الملك فيصل، رحمه الله، هو الذي حسم الأمر في تلك المرحلة المهمة من تعليم الفتيات، واليوم لا نشك أن الفيصل الابن، الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، هو من سوف يحسم الأمر في هذه المرحلة وفي هذه القضية التي لا تمس الدين أو العرف.