عكاظ - السعودية أثارت توصية ست وزارات بتطبيق قرار إغلاق المحال التجارية التاسعة مساء حراكا اجتماعيا بين مؤيد ومعارض ولكل أسبابه حول إيجابيات وسلبيات يراها في التوصية، الطريف أن عكاظنا نشرت قبل يومين استفتاء على عينة من المواطنين والمختصين، حول التوصية جاء فيه أن 70% يعارضونها والباقين بين مؤيد ومتحفظ، الأكثر طرافة أن كلا من المؤيدين والمعارضين استخدموا ذات الأسباب الاقتصادية والاجتماعية لتبرير موقفهم. بعيدا عن الاستفتاء، اللافت حقيقة أن من كان ضد فكرة الخصوصية السعودية المميزة له عن باقي المجتمعات، نسي خصومته تلك ومضى يؤيد خصوصيتنا في هذه. جميل أن يتناقش الناس في أمور تمس حياتهم، جميل أكثر أن يكون هناك صدى لما يثار ومعالجة للسلبيات إن وجدت، لكن يبدو أن بعضنا نسي في غمرة النقاش أن الدوام المفتوح للمحال التجارية إنما هو ظاهرة تولدت عن جملة قضايا متشابكة تتراكم آثارها عبر الزمن فتولد واقعا خاطئا يصعب تغييره. المطالبون بإيجاد بدائل خاطبوا الجهة الخطأ، هناك جهات أخرى مطالبة بتوفيرها، وليس بالضرورة مسارح وسينما، فطرق وأنواع الترفيه لا تعد ولا تحصى وليست محصورة في المولات، والعالم حولنا لا يعرف الترفيه خارج المنزل إلا في عطلة نهاية الأسبوع، فهل فتح الأسواق 24 ساعة بهذه العطلة يحل المشكلة، أم أن المشكلة هي فراغنا؟. الربط بين إغلاق المحلات وتوفير بديل ولده الخوف من الفراغ، لكن فراغا يملؤه الذهاب إلى الأسواق ليس بفراغ، هو أقرب للتفريغ، تفريغ طاقة كان يمكن بقليل من التعود شحنها بإنتاج ما، لن أكون مثاليا فأقول بقراءة كتاب أو مشاهدة تلفاز فيما يفيد، يكفي الجلوس مع العائلة وتعطيل النت ساعة لن يضر، بل وباستخدام النت القادر على إحضار العالم بين يديك وملء كل فراغك بشرط حسن استخدامه.. نحن لسنا بدعة بين المجتمعات الأخرى المحددة لساعات العمل والأجر، وإذا صدر التنظيم الجديد سينظم الكثير من أمور حياتنا اقتصاديا واجتماعيا، وسيمكننا التأقلم معه وأقلمة ساعتنا البيولوجية عليه، تماما كما حدث مع تغيير يومي العطلة حديثا ومع تغيير التوقيت إلى زوالي قديما، وسنعتاد سريعا عليه، لكن الأهم أن نعتاد النظر للفراغ كمكسب لعمل ما، وإن كان اختلاء بالنفس لتدبر شأنها وشؤون خالقها.