د. سلطان الجميري يا مجلس الشورى (السعودي) ..لم تكونوا يوماً أملا ..ولن تكون مصدر إحباط، لم يكن الشعب يرى فيكم شيء يستحق لا طمعا ولا رهباً..فامضوا فلا أحد يراكم. يا أعضاء مجلس الشورى ألا تخجلون .. بعد شهر من أداء القسم وتعيينكم ..ناقشتوا منحكم جوازات دبلوماسية "تحميكم"، والآن تطالبون قمع الناس! هناك أسلوب للضحك على الناس يستعمل اليوم بكثرة، ملخصه: هات مصطلح يتفقون معك على نبذه لفظا، ثم أدخل فيه معنى آخر لمقاصد أخرى .. مكافحة الشتم (لا أحد يختلف معك على نبذ الشتم والشاتمين)، لكن ليس هذا المقصود، إنما المقصود الحقيقي إدخال "النقد" و"فضح الفاسدين" ضمناً.. فمن يريد أن يشتمك لن يعجز عن فعل ذلك، كل ما في الأمر يكتب باسم مستعار ويُطلق العنان لقلمه، لكن الشتم حقيقة ليس هو مقصد القلق، إنما القلق حقيقة من "النقد"، حيث يبدأ بتتبع كل من يعترض على فساد أو ينتقد خطأ يراه في المؤسسات الحكومية، وباسم القانون يقول: هذا يدخل تحت بند الشتيمة ويقمعه ،، مجلس الشورى يتعرض في الصباح والمساء للنقد والتعليقات الساخرة..والجميع يعرف أنه ليس بيدهم شيء ولا يمكنهم فعل شيء .. لذلك يريدون حماية أنفسهم أولاً. لذلك يلجأ بعض من يعتقد أنه ذكي ويضحك على الشعب إلى هذا الأسلوب، ويقول نحن نحارب الشتم ونكافح الشتيمة! ثم يسن قانوناً لا يعترض معه الناس على الفكرة، في ظاهرها. مطالبة مجلس الشورى بملاحقة ناقدي الفساد والمؤسسات..أعتقد أنهم أرادوا به التقرب أكثر عند صاحب القرار.. فهي فرصة استثمارية لا تُعوض هذه الأيام. يجب على الناس أن تعي معركة المصطلحات.. لأن الجميع يراهن على تمريرها على الشعب .. لإقرار قوانين يراد بها قمع رجال ونساء من خيرة أبناء الوطن. مصطلح مكافحة الشتم .. يجب أن يغرس في أذهان الناس المعنى الحقيقي له .. فهو مكافحة النقد .. وقمع فاضحي الفساد ،، لماذا لا يُجرب الشورى أن يقوم بدراسة ميدانية حقيقية عن مدى قابلية الناس لهم، أو ثقتهم بدورهم .. ليعرفوا على الأقل صورتهم عند يتحدثون باسمه. دراسة ميدانية؟ همهم أصلا كيف ينظر الناس لهم ؟ وعلى من يريد سن قوانين قمعية، أن يجري بحث يسير فقط عن "الأسماء المستعارة" في تويتر ليرى أنها تمنحهم فضاء لا حدود له ومخرجا كبيرا.. وكلنا نخسر! معرفات "الداعشيين" في تويتر على سبيل المثال عشرة أضعاف تلك الأسماء المستعارة التي عرفناها أيام المنتديات ..لاحقوهم إن استطعتم خرط القتاد. يبدو أنه ليس هناك رغبة وتشجيع للكتابة بالأسماء الحقيقية وتحمل المسؤولية .. وبقاء سقف القوانين العامة التي تجبر الكاتب على احترامها حاضرة. وهل يستطيع مجلس الشورى أن يحاسب ويلاحق أحد أعضائه "العطيشان" حين قال: مجلسنا لا يخدم المواطن ،، وانتقد دعم السعودية للبنان بثلاثة مليارات؟ هذا نقد وإلا شتيمة بتعريفكم الجديد يا مجلس الشورى؟ العطيشان قال المجلس لا ينظر إلى القضايا ذات الصلة بالفقر والمرض والبطالة وهدر الأموال،، فهل هذا نقد أم شتيمة؟ القنبيط (عضو شورى سابق) قال هناك هدر للمال، وتساءل مرة: جامعة الملك سعود ب13 ملياراً، وميزانية توسعتها 15 ملياراً ! إذا كان ما قاله العطيشان يعتبر "نقدا" وليس شتيمة، وماقاله القنيبط "نقدا" وليس شتيمة، فلا داعي لملاحقة المغردين، فليس عندهم أكثر مما قاله الرجلان. لمجلس الشورى ولغيره، نذكركم بحديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه".