بوابة يناير - القاهرة وصل بنا الحال أن يصبح الشك هو قاعدة التعامل فيما بيننا، الخلافات السياسية افقدتنا الثقة في كل من يخالفنا الرأي، بل ومن يوافقنا الرأي أيضا فهو قد يستغل هذا التوافق في الاستفادة منه والوصول لغرض مخالف لما يبدو في ظاهره، وهنا مربط الفرس. آثر بعضنا الصمت في الفترة الماضية أو خفف من حدة انتقاده لما يجري على الساحة مقتنعا بأننا في حالة حرب ضد الإرهاب ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة وأن النقد يمكن تأجيله لفترة لاحقة حين تهدأ الأوضاع حتى لا يقوم طرف باستغلال ذلك النقد لغرض في نفسه، ومما دفع البعض لاتخاذ ذلك الموقف اكتشاف خلايا "داعمين" لتيارات مختلفة ولم يكن ظاهرا على هؤلاء دعمهم لهذا التيار أو ذاك. هذا ما وصلنا له بكل بساطة؛ البعض يصمت خوفا والبعض يصمت صاغرا خوفا من أثر حديثه لو كان سلبيا، والبعض الآخر يصمت خوفا من استغلال حديثه لمصلحة طرف أو آخر، وكثيرون سكتوا فاقدين الأمل في فائدة أي قول أو فعل. هنيئا لنا العودة إلى الخوف، مع الفارق فسابقا كنا نخاف من سلطة غاشمة تقهر الصوت الحر، زاد عليها حاليا الخوف من المجتمع، المخالفين في الرأي، المتفقين في الرأي، من يستغلون رأيك لمصلحتهم وآخرها الخوف من مسئولية الكلمة في ظل تخبط آراءنا وتجاربنا الفاشلة. هذا ولازلت أنا وأنت عزيزي القارئ ننتظر في نهاية المقال حل مقنع للمشكلة "يوافق هوانا". ببساطة.. تكلم لأن الكلمة نعمة منحك الخالق إياها لتؤديها في موضعها، ولن يخلو الأمر من تفكير مطول أو حتى تردد ولكن لا تحاول أن تسلب إرادتك بيدك وتكمم فمك بأي حجة قد تراها مقنعة حاليا، تكلم حتى لا تندم مستقبلا أو تخجل من النظر في عيون أولادك.. وخليهم يتكلموا. وده سبب تأخير المقال؛ كنت خايف أتكلم.