الاقتصادية - السعودية ربما يخيل لمتابع الدوري السعودي هذا الموسم أن الأخطاء التحكيمية أكثر وأمرّ من مثيلاتها في أي موسم آخر, مستشهدا بالشكاوى المتصاعدة من كل الفرق بعد كل المباريات, وبالذات تلك التي يكون النصر أو الهلال طرفا فيها. يبدو الأمر صحيحا للوهلة الأولى, وتزيد الأصوات المتعالية, والشخوص المتزايدة على المسرح من حبكته أمام المشاهد, فيشعر أنه أمام حقيقة دامغة وغير مسبوقة. .. من يدقق أكثر في المسرح ويغوص في أعماق الحدث, يلحظ أن الهلال والنصر أنفسهما وقعا ضحية دون أن يعلما للأندية الأخرى. أما كيف؟ فإليكم تحليلي المتواضع: .. السباق الرهيب الدائر بين النصر والهلال على لقب بطولة الدوري, أحدث متابعة دقيقة لكل دقيقة في مبارياتهما أمام الفرق الأخرى, وكدليل على هذا أصبح النصراويون والهلاليون أنفسهم يحفظون المهددين بالإيقاف والمصابين والغائبين عن التمارين من كل الفرق التي ستقابل الآخر منهما. .. هذا الزخم الكبير المرافق لمباريات الفريقين, استغلته الفرق الصغيرة إعلاميا خير استغلال, وأصبحت تدير قضاياها بعد مواجهة الهلال أو النصر وتضخمها مستخدمة في كل مرة, واحدا من القطبين سلاحا في وجه الآخر. .. في مباراة النصر والرائد الماضية, ظهر مدير الكرة في الأخير يهاجم الأصفر بكل ما أوتي من قوة, لم يترك شيئا لم يقدح فيه, حتى خيل للمتابع الخليجي مثلا, أن الدوري السعودي مليء بالفساد وأن الرشا تدير منافساته وتحدد الفائزين في مبارياته, ولو لم يعلم إداري الرائد أنه سيجد دعما قويا من أصوات هلالية تسوق حديثه, للزم الصمت أو قلت حدته على الأقل. الحال ذاتها كانت في مباراة الهلال والتعاون الأخيرة, التعاونيون تعالت أصواتهم تطالب بما تعتقده حقا مسلوبا, ومباشرة لقي القادمون من بريدة, مناصرة نصراوية متحمسة, "ليس حبا في علي ولكن كرها في معاوية". .. في الموسم الماضي الذي توج فيه فريق الفتح بطلا للدوري, كانت هناك أخطاء فادحة من الحكام في كثير من المباريات, ولم تجد الدعاية نفسها الموجودة هذا الموسم, لأن الهلال والنصر لم يكونا في السباق مجتمعين. .. ما زلت أعتقد أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة مهما بلغت, حتى يثبت بالدليل عكس ذلك, لكن منافسات الموسم الحالي التي جمعت قطبين سعوديين بعد فترة غياب كبيرة, أثبتت أن الحكم السعودي يحتاج إلى الإعداد النفسي نفسه, الذي يخضع له اللاعبون في المباريات الكبيرة, أثق في قدرات الحكم المواطن, ولكن الجو العام الحالي لا يمكن احتماله والتأقلم معه بسهولة, ما لم يترافق مع تهيئة خاصة. .. أما من يرفع عقيرته, ويصيح بأنه مظلوم وغيره ظالم, وأنه أقل المستفيدين من أخطاء الحكام وأكثر المتضررين, وأنه مستهدف, وأن هناك من يخطط لإسقاطه, ويعبث بكل أمنياته وطموحاته, أيا كان هذا الرجل مسؤولا أو صحافيا أو مشجعا, أيا كان فهو لا يقول الحقيقة كاملة.