المصري اليوم - القاهرة بعد ظهور نتيجة الاستفتاء سارعت مجموعة من «النشطاء»، ممن قاطعوه، إلى وصف جيل آبائهم الذين شاركوا بأنه «جيل عرة».. فيا عزيزى الناشط الثورى أنت بشهادة التوحيد ابن دينى، وبشهادة الميلاد ابن جيلى، وبشهادتك أنت ابن «عرة»! دعنى أحدثك قليلاً عن العرة أبوك! أبوك العرة وُلد غالباً فى أوائل الخمسينيات، حيث كان جدك «أبوالعرة» يقوم بثورة تضع بصماتها على جميع حركات التحرر الوطنى فى العالم، وتحققت خلال سنوات عمر أبيك الأولى مجموعة من الإنجازات لن ترى ربعها طوال حياتك طالما أنك تفكر بطريقة أوصلتك للاقتناع بأنك لا مؤاخذة ابن عرة! (متقولش على نفسك كده إنت جميل). انتهت ثورة يوليو بوفاة زعيمها (وهو ما لم يصل إليه عقلك بعد، فظننت أن آخر ستة عقود من عمر مصر هى شروة واحدة!).. جاء الدور الآن على أبيك العرة ليحمل راية هذا البلد، فكان شاباً فى أوائل العشرينيات من عمره، وغالباً أجَّل زواجه من والدتك المحترمة، وأجَّل التفكير فى نفسه ومستقبله وذهب لتحرير الأرض والعِرض وهو يعلم أنه قد لا يعود، وأظنه الآن يتمنى لو لم يكن قد عاد لينجبك لتقول عنه «عرة»! عبر أبوك العرة وصنع معجزة حربية تُدرس فى جميع المعاهد العالمية.. وانتفض بعدها بأربع سنوات فى وجه النظام، وفعل نفس ما فعلته أنت فى التحرير، هو عاد إلى البيت سريعاً وأنت فعلت ذلك بعد وقت. بعدها تفرغ أبوك العرة للعمل الشاق والكفاح بشرف، وتحمل الذل والهوان ليحمى كائناً صغيراً وضعيفاً هو أنت. لكن يبدو أنه فى خضم حربه فشل فى تعليمك مجموعة من القيم التى ستعلمها لك الحياة بقسوة، لأنك لن تجد وقتها بجانبك حنية قلب «العرة». من يقتنعون مثلك بأن الثورات تقوم عن طريق طفرة مفاجئة لا يفهمون أن نتيجة الطفرة - فى معظم الأحيان - هى التشوه، لكن التطور يحتاج إلى وقت وتراكم، مع العلم أنه ليس كل تطور رقى، وأنت أفضل مثال على ذلك! العرة الذى لا يعجبك هو أرجل الرجال، فاذهب إليه وصالحه علّه يسامحك. ولاحظ معى أن كلمة «عرة» قد ذُكرت فى المقال (15) مرة، وهو نفس عدد السنوات التى تحتاجها لتفهم الحقيقة، وقتها سيكون عندك ابن يقرأ التاريخ ويسميك «العرة». Twitter: @RamyGalalAmer