الاقتصادية - السعودية في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2010 أطلق برنامج إنستاجرام Instagram، وهو تطبيق مجاني لتبادل الصور وشبكة اجتماعية للتعارف وأيضا مجال واسع للتسويق للتجارة الإلكترونية. حين أتصفحه حاليا أندهش من عدم قدرة البعض على استيعاب الهدف الحقيقي منه، خاصة من بعض الأثرياء الذين أظهر "إنستاجرام" ضحالة فكرهم، حين اعتقدوا أن شكر النعم يستوجب منهم التباهي والاستعراض والتفاخر بما لديهم من امتيازات لا تحظى بها الطبقة المتوسطة ولا الأقل منها. أحدهم يستعرض السيارات العشر المخصصة فقط "لمقاضي البيت"، وهو يدرك حتما أن كثيرا من الشباب يحلم بأن يمتلك واحدة منها ولا يستطيع بسبب وضعه المادي، وآخر يتفاخر بمجلس والده الإيطالي الصنع الذي تم تفصيله "بطلبية خاصة"، ثم يركز على حوافه المزخرفة بماء الذهب وعلى الثريات الكريستال التي تكلفت الواحدة منها أكثر من مليون ريال، وثرية أخرى تصور فراشها الوثير وقطتها الشيرازية تتمطى فوقه وصينية القهوة الصباحية الفاخرة موضوعة بجانبه، وتحته تعليق يقول "الله يهديها خادمتي، يا صبري عليها، عجزت أقول لها لا تحطين سكر في القهوة، غثوني هالخادمات الخمس اللي عندي ما يفهمون". استعداء مشاعر الطبقة الكادحة بمظاهر البذخ التي يعيشها هؤلاء الأثرياء، سيوغر صدور البعض ويولد داخلهم إحساسا بالظلم الفادح، ومقارنة غير متكافئة بين أوضاعهم المالية وأوضاع هؤلاء، مما يؤدي إلى شعور بعضهم بالنقص والحرمان وربما النقمة على المجتمع. مليارديرات الغرب رغم أن أغلبهم لم يحصل على شهادات جامعية، إلا أن عمق تفكيرهم ورقي تعاملهم الإنساني مع الطبقة الكادحة والمحتاجين، يمنعهم من استعراض مظاهر الثراء التي يعيشونها بهذا الشكل الاستفزازي. فهذا وارن بافيت، الملياردير الأمريكي، وثالث أغنى رجل في العالم، يعيش حياة طبيعية ومعتدلة للغاية، رغم ملياراته الكثيرة، وقد صرح لإذاعة بافاريا الألمانية بقوله "أعيش حياة طبيعية جداً، وأقرأ كل يوم تقريباً ست ساعات، ثم أتحدث لمدة ساعتين مع مديري أعمالي، وفي المساء ألعب بريدج "لعبة ورقية" على الإنترنت وأنه عازم على التبرع ب 99 في المائة من ثروته، التي تُقدَّر ب 44 مليار دولار، لمنظمات خيرية". أما رجل الأعمال الأمريكي بيل جيتس فقد تبرع بنصف ثروته التي تبلغ 65 مليار دولار لفقراء العالم دون تحديد جنس أو لون أو عرق. وأثرياؤنا يتباهون بما يملكون أمام أشخاص قد يعجزون عن سداد قسط إيجار منزل!