جعفر رجب الراي- الكويت لا شأن لي بحكم المحكمة الدستورية، فأنا لست نائبا حتى أسهر الليل وأعد النجوم وأرفع يديَّ بالدعاء، وأزور الأولياء، وأقيم النذور، وأحيي حفلة زار في بيتي حتى يستمر المجلس، ولست مقاطعا «متحسفا» أريد أن يحل المجلس وتعاد الانتخابات، وأنزل بهدف الدفاع عن المال العام، والوقوف أمام قوى الفساد والتبعية والخونة، ولهذا أتغزل مرة وأهدد مرة... حتى يسمع من بيدهم الأمر وتلين قلوبهم! البسطاء من الناس لا يهتمون كثيراً بألعاب الكبار، فهم يهتمون على قدر «لحافهم»، لم يصوروا يوما مع وزير، ولم يتسامروا يوماً مع نائب، ولم يحلموا يوما أن يصلوا الى أكثر من منصب رئيس قسم، فلماذا ينتظرون كأب ملهوف على ولادة بكره حكم المحكمة الدستورية التي لن تملأ ثلاجته، ولا تصلح سيارته، ولا تثقل حسابه البنكي ولو بدينار! «العاديين» من الناس، الذين «يفزون» من نومهم كل صباح خوفا من تأخير خمس دقائق تحسب عليهم، ويمرون على أربع مدارس قبل الدوام، والذين يحملون في «دبة سيارتهم اشتراك» و«جلن» بنزين خوفاً من أمراض الطريق... لهم اهتمامات أخرى لا علاقة لها بسخافات الحكومة ولا تفاهات المجلس، انهم بانتظار ان تتكرم وزارة الكهرباء والماء بعدم قطع الماء والكهرباء عنهم كعادتها، وان تتكرم وزارة الداخلية ويحلون مشكلة الازدحام التي تسببوا بها، وتتكرم وزارة التخطيط وتقول لهم ماذا سيكون مصير أبنائهم بعد عشر أو عشرين سنة أو حتى بعد شهر، وان يتكرم وزير الإعلام ويقول لهم لماذا يموت العمال تحت الأنقاض من دون أن يحاسب أحد؟ ومتى سيغلق تلفزيونه وإذاعته ويوفر على الدولة الملايين التي تصرف على لا شيء؟ وأن يتكرم وزير المواصلات ويبشرهم بمطار محترم، وتتكرم التربية على الطلبة بجامعة محترمة بأساتذة محترمين، ويتكرم وزير الخارجية ويحدثهم عن الوضع الإقليمي وما هي رؤيته للأوضاع... انهم يريدون أن يطمئنوا فقط على مستقبل أبنائهم بعد ان يأسوا من حاضرهم...! جعفر رجب [email protected]