يدهشني الإنسان الوصولي بقدرته على التلون كيفما أراد، وتدهشني قدرته على التغاضي عن كل ما يزعجه حتى يحافظ على الصورة التي يرسمها لنفسه بين الناس وحتى تستقيم كل مخططاته التى يسعى بها لتحقيق أهدافه. وبقدر تلك الدهشة أشعر بأني أخجل من أجل من يتصفون بالوصولية ومن ثقتهم المحيرة فهل هي ثقة فعلاً أم هي ثقة مصطنعة يبدونها بطريقة يبالغون بها كثيراً حين يظهرون أنهم يفهمون كل شيء ويستطيعون عمل أي شيء لكي يقنعوا من حولهم بأنهم دائماً هم الخيار الأفضل فلا يخجلون من عرض قدراتهم على كل من يعتقدون أنه يحقق مرادهم. قابلت وتعاملت مع بعضهم وكنت أرى عحباً فهم أشخاص لا يشبعون أبداً ورغم ما يظهرونه من ايمان بقدراتهم إلا أنهم عكس ذلك تماماً لذا تجد أحدهم يلف ويدور ويقرب ويبعد ويتصل ويتواصل حتى يعلن نفسه بألف طريقة وطريقة مبنية في الغالب على الأكاذيب والمبالغات والكلمات المنمقة. الوصوليون نراهم في كل مكان ونعرفهم بسلوكهم البين فرغم ضعف إمكانياتهم إلا أنهم لا يتوانون عن ممارسة كل ما من شأنه أن يحقق أهدافهم دون أدنى قدر من الخجل!!. والوصوليون في علم النفس هم من يعتقدون بأن اكتساب احترام الآخرين هو فيما يستطيع أن يحصل عليه وليس بما يملكه أصلاً. عجيبة تصرفاتهم وهم يتخطون رقاب العباد وحدود الأعمال والهياكل التنظيمية من أجل أن يسعدوا أنفسهم فقط دون أدنى اعتبار لمن حولهم أو لحقوق الأفراد والأعمال. والغريب أن هؤلاء غالباً يحققون ما يريدون لأنهم غالباً أيضاً يرمون شباك وصوليتهم باتجاه اشخاص جدد لا يعرفونهم جيداً كما يعرفهم من احتك بهم لسنوات وسنوات. قابلت وتعاملت مع بعضهم وكنت أرى عحباً فهم أشخاص لا يشبعون أبداً ورغم ما يظهرونه من ايمان بقدراتهم إلا أنهم عكس ذلك تماماً لذا تجد أحدهم يلف ويدور ويقرب ويبعد ويتصل ويتواصل حتى يعلن نفسه بألف طريقة وطريقة مبنية في الغالب على الأكاذيب والمبالغات والكلمات المنمقة التي تتلاعب بمشاعر ورغبات الآخرين فينقادوا لهم حتى يفاجأوا بالفأس وهي تقع على رؤوسهم. وبما أن الوسيلة الأولى عند أولئك لتحقيق الوصول لما يريدون هي الكلمة وسحرها فستجد أن أكثرهم انكشافاً هم أولئك الذين تكون الكلمة هي المادة الأولى في طبيعة عملهم ولهذا وجدت بعض المعلمين والمعلمات الذين تسلقوا الهرم الإداري بسرعة الصاروخ وكذلك هو الحال مع من يعمل في الإعلام والجامعات لأنهم (مكلماتية) كما كان يقول أحد أساتذتي ولكن المضحك المبكي أن الوصولي هو هو في كل مكان ويتساوى في ذلك الموظف بالدرجة العليا والموظف في أدنى أدنى الدرجات. هؤلاء الذين نشعر بالخجل نيابة عنهم ونحزن على حالهم نيابة عنهم لا يرتدعون ولذا أرجح أن اضطراباً نفسياً شديداً هو الذي يحركهم في كل اتجاه لتحقيق ما يريدون وهم يظنون أن لا أحد يفطن لتصرفاتهم. في عامنا الجديد أتمنى أن تتطهر كل دور العلم والعمل من هؤلاء لأنهم داء خبيث يتفشى ويسيء إلى كل ما يمسونه وإن ظهرت منه بعض الفائدة.