أبدى الإعلامي المصري (السلفي) إبراهيم رفعت استغرابه مما وصفه بالفتوى الشاذة للشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين حيال الوضع في مصر مطالبا القرضاوي بأن يأتي بدليل على ما يقول من كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن القرضاوي على مدى هذا العمر الطويل الذي يتجاوز الثمانين عاماً لم يطالب في بياناته أو خطبه بتطبيق الشريعة سواءاً في مصر بلده الأصلي الذي نشأ وترعرع فيه أو في قطر بلده الثاني الذي عاش فيه وتنغنغ - بحسب تعبيره-. وتساءل: هل شرع الله لا يمثل شيئاً في حياة القرضاوي؟ وتابع قائلا: أعرب القرضاوي عن هذا الأمر في أحداث تونس فذكر في برنامج الشريعة والحياة، حيث لا شريعة ولا حياة عنده، فقال (إن الحرية مقدمة عندي على الشريعة الإسلامية)، مضيفا: كيف يا شيخ تكون الحرية مقدمة عندك على شرع الله؟ أليست الشريعة تحقق للمسلم الحرية والكرامة والعزة. وقال رفعت ل"أنباؤكم" في ظل محاولات التهدئة التي يقوم بها مخلصون من أبناء الشعب المصري الأبي بين المتظاهرين والحكومة لإنهاء الأحداث الجارية في مصر ووضع حد لهذه المهزلة يأتي القرضاوي محرضاً المصريين ويفتي بوجوب الخروج للتظاهر حتى يرحل رأس النظام، وأنا أستغرب بشدة هذه الفتوى الشاذة عن ديننا وعن شريعتنا. ووجه رفعت حديثه للشيخ يوسف بقوله: اتق الله يا شيخ فقد زرعت الفتنة في مصر وقتلت أبناءها.. فأنت ومن على شاكلتك مسئولون عن أحداث مصر وسوف تسألون بين يدي جبار السموات والأرض.. واستدرك قائلا: لكن هذا ليس غريباً على الشيخ، فهو دائماً يصدر الفتاوى التي تخالف صحيح الدين وتخالف إجماع المسلمين ومنهج أهل السنّة والجماعة, لقوله تعالى : (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) النساء (115) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بسند صحيح . .. فرأينا الشيخ يفتي للجندي الأمريكي المسلم بقتل أخيه المسلم في أفغانستان، ورأيناه يفتي بجواز الموسيقى والغناء, ورأيناه يترحم على البابا مشيداً بإخلاصه لدينه, ورأيناه يشيد بمحمد بو عزيزي في تونس الذي أحرق نفسه مؤكداً على أنه شهيد, ولا أعرف على ذلك دليلاً من كتاب الله وسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم..بل وجدنا العذاب الأليم في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لمن يقتل نفسه فيقول تعالى:{ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}سورة الأنعام الآية 151،وقال تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}سورة النساء الآية 29، وقال تعالى:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} سورة البقرة الآية 195،وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وزراً من قاتل غيره، وهو فاسقٌ وباغٍ على نفسه، حتى قال بعضهم: لا يُغسل ولا يُصلى عليه كالبغاة، وقيل:لا تقبل توبته تغليظاً عليه، كما أن ظاهر بعض الأحاديث يدل على خلوده في النار، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) رواه البخاري ومسلم، ومنها حديث جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(كان برجلٍ جراحٌ فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي نفسه، حرمت عليه الجنة) رواه البخاري ومسلم.. وبعد ذلك رأينا الشيخ يجيز عمليات حرق المسلمين أنفسهم في مصر والجزائر وموريتانيا والمغرب. وتابع قائلا: وظل القرضاوي يحرض الشعب المصري على الخروج للمظاهرات حتى جاء اليوم الموعود 25-1-2011م وخرجت جموع من المصريين في جميع محافظات مصر، مطالبين بتنحي النظام، وحتى وقت كتابه هذا المقال الوضع في مصر يسير من سيء إلى أسوأ والعالم بأسره شاهد على ما يحدث في مصر من تدمير وتقتيل وتحرش واغتصاب وبلطجة وغيرها من عمليات السلب والنهب وتهريب خيرات مصر.. إلى أن وصل الأمر أن يقتل المصري على يد أخيه المصري.، وأضاف: يحدث كل هذا وما زال القرضاوي يصدر الفتاوى والبيانات مطالباً المتظاهرين بالثبات ويدعو المصريين للخروج والانضمام الي المظاهرات، ومن لم يخرج فهو آثم. جاء ذلك في خطبة الجمعة 4-2-2011م والتي نقلتها قناة الجزيرة.. وهذا يثير الاستغراب أيضاً، حيث إن الجزيرة قناة إخبارية وليس شأنها نقل الخطب أو الندوات.. فلماذا نقلت خطبة القرضاوي؟ وهل تم هذا الأمر بالتنسيق مع الشيخ؟.. كما أفتى الشيخ أن قتلى المظاهرات شهداء.. (أليس هذه خرافة من خرافات القرضاوي؟) التي كانت سبباً مباشراً في ضياع مصر وخرابها وانهيار اقتصادها وتدمير بنيتها التحتية.. وهذا كلّه يشكل ظلماً كبيراً للشعب المصري ولأرض الكنانة برأي - الكاتب الصحفي إبراهيم رفعت - أكثر من ظلم الحاكم، مضيفا: فانظر يا شيخ على أي منهج أنت وأي شريعة أنت عليها.. ولصالح من ما تقوم به من نشر الفتاوى الشاذة وإصدار بيانات لا ترضى الله، وقد شاب شعرك واحدودب ظهرك فاعمل لما بعد الموت بدلاً من إثارة الفتن وتأجيجها..هل تريد أن تكون مصر كالعراق وأفغانستان والصومال؟ تعمها الفوضى فلا أمن ولا أمان ولا استقرار ولا طمأنينة ويسود الخوف والذعر والهلع بين المصريين وما حدث ويحدث خير شاهد. ويختتم الإعلامي إبراهيم رفعت بقوله: أحب أن أذكر القراء الكرام بأن القرضاوي كان وما زال يتبرأ من إخوانيته في المحافل الرسمية وعلى شاشات التلفزة عندما سئل عن انتمائه لجماعة الإخوان ولكننا نجده يتمسك بها شرعة ومنهاجاً، وجماعة الإخوان تتمسك به مفتياً لها طالما يفتي بما يحقق مصالحها وأهدافها، متساءلا عن سر علاقة الإخوان بالشيعة الرافضة؟ وعن دورهم في أحداث مصر؟