لا أحد يشك أن المملكة تعيش عصراً قد يكون لم يمر بتاريخها منذ تأسيسها، وأقصد به "الإنفاق والتنمية " فالميزانية هي الأعلى بتاريخها، وهذا يعكس حجم الإنفاق الذي تم إقراره، وهذا يعكس حاجة البلاد لمرحلة تنمية كانت بطيئة جداً لعقود ماضية، وهذا يعكس الحجم الهائل للتنمية بالمملكة، مثال الجامعات، الابتعاث، التوظيف، المستشفيات، المطارات، الطائرات، الصرف الصحي، المدن، الكهرباء، المحاكم وتطويرها وغيره الكثير مما يصعب حصره أو قيده، وهذا الضخ المالي الهائل له من الإيجابية والسلبية ولكن الإيجابية هي الأكثر بالطبع، ولكن الأهم دعم "المواطنين" وأيضا "التزام" المسؤول بالتنفيذ وكل ريال يذهب لمكانه الصحيح، وإلا اصبح جهدا بلا قيمة مضافة. لا يمكن يكون هناك تنمية ونمو بدون تكلفة وأولها "ارتفاع السعر" والتعثر بالشوارع والمدن وصعوبات الحركة، والتنمية تحتاج قوى بشرية هائلة وذات كفاءة وعالية التعليم والقدرة، فلا يعني الكثير ان تقوم بالأنفاق المالي والمشاريع بدون خط أخر مواز وهو "القوى البشرية" ماذا أعددت لها أو لهم. فالتنمية لا تأتي من طرف او عامل آخر ابداً، وهذا يعكس الحاجة لمتطلبات كثيرة وعديدة، ويعني أن النجاح لا يكون من طرف واحد او متطلب واحد ابدا هذا لا يحدث. بلادنا تحتاج لمشاريع إضافية رغم كل المشهد الحالي، فلا زال هناك حاجة للخدمات الأساسية "طبية وتعليمية ونقل، وهذا مكلف، والأهم ان يكون هناك عجلة تدور للبناء والإصلاح، ولكن من المهم ان لا نفكر بحل الأزمة الحالية، فهي ككرة ثلج تكبر يوما بعد يوم، مع حجم النمو السكاني الكبير الذي نعيشة والذي يأكل كل إصلاح نقوم به او تعمل عليه الحكومة، ليس من سهولة للحلول، فلا يكفي المال كما يتصور البعض فكثير من الدول تملك المال وتعيش ظروفاً اصعب من الدولة الفقيرة، نحتاج " إدارة – خططا – رؤية – مستقبلا – النظرة البعيدة – المراقبة – المحاسبة – التنفيذ – الكفاءات – القدرات – الزمن – الاستمرار – التطلع – الجرأة – الحماية ... " وغيرة الكثير. وكل ريال يذهب لمكانه لما حدد له، وننتظر العائد منه، هذه هي الأسس الصحيحة للنجاح وتحققه، المال لا يكفي، والبشر لايكفون، بل هي مزيج بين المال والبشر، وهذا أساس النجاح الحقيقي، والإخلاص له والعمل عليه وتنفيذه. نحتاج الكثير من العمل بحسن نية وضمير وقلب بدون عثرات او الباحثين عن العثرات ويفرحون بها، فهم كالذي يكسر كل مجداف ويقطع كل ورقة تنبت. نحتاج العمل بكل ما نملك من أمانة وإخلاص وتقبل تبعات ذلك، فهي بلادنا حقيقة ولن يبنيها إلا أبناء هذه البلاد.