لا يزال - مفتي سوريا - أحمد بدر الدين حسون، يستخف بعقول الناس بحججه المتهالكة، فها هو يؤكد مرة أخرى، بأنّ - الرئيس الأمريكي - باراك أوباما، ظهر اليوم خلال مؤتمر صحافي - قبل أيام - ك»الضائع»، معتبراً، أنّ أوباما تراجع - اليوم -؛ لكن عليه أن يعترف بانتصار سوريا، باعتبار أنّ سوريا - اليوم -، هي المنتصرة بقائدها، وجيشها، وشعبها الذي أثبت أنّ القضية ليست طائفية، ولا مذهبية، إنما قضية وطن لم يخضع إلاّ لله»؛ ليعيش المفتي في شقاء تصوّراته، وأحلامه، وتنظيراته من حيث يدري، مجنداً تبريراته في قاموس جرائم نظامه التي لا تغتفر ؛ لخدمة أهداف النظام اللاإنسانية، إن على صعيد الابتزاز، والاستقطاب، أو على صعيد أسلوب المناورة. هل يعتقد مفتي سوريا، بأنّ تعمُّد إخفاء الحقائق، وبث الأفكار المضلّلة، سيمنع الناس من الاهتداء إلى الحقيقة، أو سيصرفهم عن جادّة الصواب، أو سيكثر من أنصار رئيسه، ونصرة طريقته في ظل الظروف الاستثنائية، والأجواء المضطربة التي صوّرت الضحية الأعزل، بأنه جانٍ، والجلاّد المدجّج بالسلاح، بأنه ضحية بريئة؟. إنّ من أعطى المجرم غطاءً سياسياً، أو قدم له رؤى فقهياً ؛ لقتل الشعب السوري الأعزل، هو مشارك في جريمة القتل، وإن كانت في صيغ مختلفة ؛ لكنها لا تخرج عن سياق الاتهام بالإرهاب، والعنف، والقتل، ودعم أدواته. ما يعني: أنّ الخاسر في نهاية المطاف، هو أنت يا فضيلة الشيخ. فلا أنت الذي استقمت على الحق، ولا أنت الذي سكت عن الباطل. أيها المفتي: إن لم تتبنّ مصالح الناس، وترعى شؤونهم، فلا قيمة - حينئذ - لفتوى، أو كلمة ليس لها رصيد على أرض الواقع، بل هو دليل على تهالك دعواك، واستباحة لإرهابك الفكري. فالباطل لا يقوى على مقارعة الحق، وإنّ التلكؤ القائم على الاتهامات الباطلة، واختلاق الأكاذيب، واصطناع المواقف، إنما هو مراهنة على كسب الوقت. فرأيك الفوضى، وفتواك التخاذل، ولم تكن سوى أداة النظام في تزييف الحقائق، ونشر التضليل على الشعب السوري من خلال الكذب المتعمّد. سيسجل التاريخ الأحداث، والوقائع المعاصرة؛ لتصبح بعد فترة جزءاً منه، لا كما تحكم عليه أيها المفتي؛ ليصدق التضليل. إذ لا يمكنك تبرئة النظام السوري من جرائم قتل بشعة، أو إعطائه شهادة على نظافة يده. كما لا يمكنك تجاوز أبسط قواعد الفعل السياسي بأخلاقياته، أو بقانونيته، أو بدينه، أو بقيمه الموروثة.