تمخض الجمل فولد فأراً.. هكذا شعور الملايين إثر سماع مقترحات الموفد الدولي (الأخضر الإبراهيمي) لوقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى المبارك، وتركيز جهوده العظيمة على تحقيق هذا الإنجاز المهيب. شعور معظم المهتمين بالقضية السورية أن أصحاب القرار الدولي يمارسون صنوفاً من النفاق المعلن والمخفي والظاهر والباطن. ولو أنهم نفضوا أيديهم من القضية لكان أجدى لهم وأحسن. وأما اللعب على مآسي الآخرين والاستهزاء بآلامهم ومعاناتهم وإدارة الوجوه بعيداً عن الذي يُمارس ضدهم ليل نهار من قتل واغتصاب واعتقال، كل ذلك يدخل بصراحة في باب (الشماتة) بالضحايا و(دعوة) لممارسة المزيد في حق الأحياء والناجين. ما جدوى إعلان وقف إطلاق النار! والكل يعلم أن النظام (كاذب) حتى النخاع، وأنه لن يوقف قتلاً ولا سحلاً في حق الشعب الأعزل! ثم يا الموفد الكريم: ماذا بعد عيد الأضحى المجيد؟ ما هي الخطوة التالية؟ أم تراك من العاجزين؟ لا تكن أيها العربي جزءاً من المؤامرة الدولية، ولا يلطخ اسمك التاريخ ولا دماء الشهداء سمعتك كما كان حال كوفي عنان الذي كان دبلوماسياً بلا إنسانية ومراوغاً بلا مصداقية. أيها السيد الإبراهيمي، أهل الشام لن يضرهم بإذن الله من خذلهم. والعالم كله قد خذلهم، فلا تكن جسراً للخاذلين، ولا تكن رافعاً للواء الباطل المستعلي، والمسلمون السنة تحديداً يراقبونك ويزِنون أعمالك ويقيّمون أداءك، وما من قول ولا عمل يسر، ولا إنجاز ينتظر منذ توليك المهمة (المستحيلة) لأن الطرف المعتدي لا يرى حلاً سوى القتل والتهديم والتشريد. أيها السيد الإبراهيمي: كن شجاعاً في رأيك.. صادقاً مع نفسك. متوجهاً بعملك إلى ربك. أعلنها صراحة.. وقل دون لف ولا تستر ولا دوران : النظام هو الذي يقتل بكل ما أوتي من قوة السلاح وبطش الفاجر وحقد الطائفي ورغبة البقاء في الكرسي مهما كان الثمن باهظاً ومكلفاً ومرهقاً. هذه ليست مناشدة عواطف، وإنما مطالبة بالحقائق، ولن تعذر أيها السياسي المحنك أمام الله مهما كانت المبررات ومقتضيات الأحوال. قلها يا أيها الإبراهيمي.. ولا تخشَ في الله لومة لائم. [email protected]