سؤال من الضروري أن يطرحه كل شخص أمام أي تصرف يقوم به عندما يتعرض لموقف مفاجئ ويرد عليه. السؤال هو: هل كان الرد مساويا للحدث أم زائدا عليه أو أقل منه؟ إن الإجابة عن السؤال هي التي تكشف إن كان صاحب التصرف يتمتع بشخصية ناضجة أم لا! إن هناك مقاييس عدة تعطينا الفرصة للحكم عليه، من أهمها القدرة على السيطرة على النفس. فالشخصية الناضجة تتسم بالعقلانية في التصرفات وتعرف كيف تصدر الأحكام التي تتسم بالحكمة، وغير الناضج لا يملك القدرة على السيطرة على تصرفاته والوعي بها، لذلك فهو يترك أثرا سيئا على من يتعامل معه، في الوقت نفسه لا يهتم كثيرا برأي الناس في تصرفاته، ويعتمد اعتمادا كاملا على قناعاته الشخصية ولا يهمه إن كان مخطئا أم مصيبا، كما أنه شخص مزاجي يتعرض لتقلبات سلوكية متناقضة وبلا سبب معين. ولا يوجد فرق كبير بين الرجل والمرأة في مسألة النضج الفكري، لكن بعض النساء يستطعن التعامل بتعقل أكثر من الرجال عند مواجهة مشكلة مهمة. من الضروري أن يفكر الإنسان جيدا عندما يتعرض لموقف ما، وأن يدرب نفسه على ذلك حتى يصبح عادة، أي تصبح عنده مقاييس للتعامل مع المشاكل .. ومع الأشخاص .. هذه المقاييس يتم التفكير فيها مسبقا .. إن هذا يشبه الممثل الذي سيصعد على المسرح .. فهو يراجع دوره جيدا ليدرك أبعاد الموقف ويتصرف حسب النص المكتوب. بمعنى آخر أن الشخص الناضج فكريا شخص فكر في مختلف المواقف التي يمكن أن يتعرض لها وقدم لها الحلول اللازمة.. بحيث لا تفاجئه الأحداث فيتصرف تلقائيا دون ضوابط .. وكثيرا ما يؤدي هذا إلى أخطاء لا يمكن تداركها .. ببساطة كن جاهزا لمختلف المواقف التي قد تتعرض لها ولا تترك شيئا يدفعك إلى التصرف الغلط. همس الكلام اللجنة: شخص يعمل، وآخر يتحدث إلى الصحافة، والباقون موافقون.