في ظل وجود 40 ألف حساب وهمي على شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة تديرها جهات مغرضة وفي ظل ما ستخلفه شبكات التواصل الاجتماعي من آثار قصيرة وبعيدة المدى على مستوى الفكر والصفات المكتسبة من مثل هذه المواقع تصبح الحاجة أكثر إلحاحاً من قبل للاهتمام بالشباب ورعايتهم وتأهيلهم العلمي والثقافي والتقني والمحافظة على وعيهم وفي مختلف مجالات الحياة فلم يعد من المجدي استنزاف قدرات الشباب وطاقاتهم في الرياضة وفي مشاهدة المباريات بذات نتانة التعصب وما تخلفه من أضرار على فكر جيل وممارساته الحياتية. العديد من دول العالم أسسوا منذ وقت مبكر وزارات متخصصة للشباب وبعضها مكون رئيس من وزارات تختص بالثقافة والمجتمع كما هو الحال في سنغافورة وبعضها جزء من وزارات تختص بالاقتصاد والأسرة كما هو الحال في النمسا، كل ذلك يعطي مؤشراً حول أهمية الشباب في مستقبل الدول وأنه يتم إضافتهم في كيان إداري بحسب احتياج الدول. ما يهمنا الآن يتمثل في بذل مزيد من الاهتمام للشباب فإطلاق وزارة متخصصة للشباب تعني مخصصات مالية لجهاز يرعى احتياجاتهم وتعني كذلك انتشال الأقسام والإدارات التي تعنى بالشباب في جهات مختلفة وإضافتها في كيان إداري واحد، فواقع تلك الإدارات حالياً يعتريها قصور ربما لانشغال تلك الأجهزة في أداء أعمال أخرى أو لخلاف ذلك. أهمية إطلاق وزارة للشباب والعمل والتطوع تتمثل في كون الشباب بحاجة إلى رعاية واهتمام وتدريب نوعي من برامج متخصصة للقيادة إلى خلاف ذلك من التدريب والتأهيل النوعي وينتج عن تلك الرعاية فرص عمل نوعية تنتج عنها فرص إنتاج وإبداع وابتكار أعلى وينتج عن إنتاجية الشباب المرتفعة إمكانية وتنمية وطنية أعلى من خلال التطوع والذي لا غنى لأي مجتمع عن طاقات الشباب وإبداعاتهم متى وفرت لهم البيئة المناسبة لاسيما وأن شواهد قدراتهم الإبداعية في التطوع عالية وأشادت بها صحيفة الجاردين البريطانية وكانت فاجعة جدة شاهد عيان على ما يملكه الوطن من شباب لديهم الرغبة والطموح والعزيمة في فعل الخير والتطوع. المطلوب الآن إشعار الشباب بأنهم أمل المستقبل وإشعارهم بأن إضاعة الوقت واللامبالة التي تعتريهم لن تخدمهم ولن تخدم مجتمعهم ووطنهم ولن يتحقق ذلك إلا بانتشال حالة الإحباط التي تعتريهم الناجمة عن إهمال المجتمع لهم والبطالة والتيه الذي يعصف بشريحة قد تكون واسعة منهم وكذلك بإطلاق مهرجان سنوي للشباب يبرز إبداعاتهم في مختلف المجالات وابتكاراتهم وإنشاء وزارة فاعلة للشباب علها تساهم في التخفيف من معضلاتنا التنموية ويكون الشباب عنصراً أكثر فعالية في معادلة التنمية السعودية.