من غُرف الإرشاد التجاري في العالم يصل إلى مشتركيها خطابات دورية تحذرهم فيه من عروض سخية للخصومات وتسهيلاً من شركات الشحن إلى آخره. والتجار لا يحتاجون إلى من يُحذرهم، وإلا لما أصبحوا تجاراً..! وقرأنا أخيراً أن مجموعة من العصابات المنظمة تتصل ب "رجال أعمال" في مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من رجال الأعمال والإعلاميين والمشاهير، بواسطة فتيات عربيات عن طريق التواصل معهم من خلال خدمة الرسائل متعللين برغبتهم بمعرفة بعضهم البعض. وكل تلك الخطوات لا تأتي عن طريق الحب والهيام بالشخصية الضحية، بقدر ماهي خطوات للوصول إلى عملية ابتزاز محكمة التدبير. وسيرى من جرّب أن تلك الاتصالات لا تأتي إلا لأشخاص عرب من منطقتنا. تلك المنطقة التي يبحث بعض من فيها عن ارتباطات سهلة تقود إلى تبديد الفراغ والسأم. المبتزون لا يعترضون طرق أوروبيين أو أمريكيين أو يابانيين لأن المحاولة خاسرة ولن تجدي نفعاً. قبل اتساع التواصل الاجتماعي حاول العديد ممن همهم اقتناص الخليجي الإيقاع بضحايا. فعلى مشرب في لندن جلس رجل أعمال خليجي لا يوصف بالثراء الكبير، وإلى جانبه جلست فتاة مغتنمة الفرصة للبدء بالحديث. قال لها: إنه رجل أعمال "محفول مكفول" والتي تصرف عليه هي زوجته ووالدها، وهو يحاذر أن يغضبها أو يكدر خاطرها (القول للخليجي) ورأت الفتاة في تلك المعلومات صيداً ثميناً فأوعزت بأخذ صور لها معه. ودفعت قيمة الغداء والمشروب وتواعدا في اليوم الثاني والثالث. ثم أعلنت له أنها بحاجة إلى مبلغ كبير لتشتري صوراً لا تسرّ زوجته ولا صهره..! استدار لها واعتدل بجلسته قائلاً: نسيتِ أن تأخذي العنوان، خذي هذا عنوان صهري وهذا عنوان زوجتي: طلع تاجر.. يعني ذكي.. لم يتزوج ولا صهر ولا يحزنون. وعودة إلى الموضوع الأول أقول: شخصياً لا أنصح بالرد على من لا تعرف، مشافهة أو بالشبكة (النت).