صحافة السِلْم غير صحافة الحرب، وصحافة الشأن العام ليست بالضرورة مدربة على القضايا المتخصصة، فلو انتشرت بقعة من الزيت على السواحل وتأثيراتها البيئية وغيرها قد يخفق الصحفي العادي في نقل الحدث بمهنية الصحفي المتخصص. بلادنا من أكبر الدول المنتجة للنفط، ومن أكبر الدول المنتجة للمياه المحلاة، وليس بيننا من هو متخصص في هذا الشأن، دعني أسميها "صحافة الطاقة" حتى الأستاذ عمر جستنية الذي كانت له اهتمامات بهذا الجانب انضم إلى أسرة هيئة البريد السعودي، وهناك أحد قيادات أرامكو في الغربية وهو الأستاذ الأديب محمد أحمد مشاط – عضو مجلس إدارة مؤسسة المدينة للصحافة، حيث تقع عليه مسئولية خاصة في تدريب بعض الكوادر في مجال النفط والطاقة ريثما يتم استبدال هذا الأمر من قبل الحاملين للواء المسئولية الإجتماعية كالبنوك والشركات الكبرى لإرسال بعثات متخصصة في مجال النفط والطاقة، وفي مجالات أخرى كالضيافة والفندقة والسياحة، وبلادنا تستقبل الملايين بهدف الزيارة أو العمرة أو الحج وستصبح مقصداً في السياحة عما قريب، لا سيما بعد الاعتراف الدولي بالمواقع الأثرية النادرة في بلادنا. في هذا السياق، فقد صدر عن رياض الريس للكتب والنشر كتاب بعنوان "بمداد من ذهب أسود" قصة النفط في المملكة العربية السعودية، يتوقف عبر محطات عديدة عن بترولاين وسمارك بصفتها أشجاراً خارج الحديقة، ودمج سمارك في أرامكو وخمسينية أوبك التي بلغتها في عام 2010م، وإلماحه عن منتدى الطاقة الدولي وبعض الملامح الرئيسة لسياسة بوش النفطية، وشيء عن بدائل الطاقة الأخرى والإحلال، ومحاولته للإجابة على الاستفسار الذي يتردد بين الآونة والأخرى وهو:- -ماذا لو تم قفل مضيق هرمز إلى محطته الأخيرة عن النفط السعودي وقدرته على تغيير العالم؟ عوداً على بدء، فإن حاجتنا إلى صحافة متخصصة تبدو ملحة أكثر من أي وقت مضى وهنالك أكاديمية للصحافة لا أدري إن كانت منبثقة عن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق أو أنها مستقلة، ربما بدأت متأخرة فلم نقطف ثمارها بعد، ودولة بحجم المملكة وعضو في مجموعة العشرين، لا بد وأن تكون لها صحافة اقتصادية عديدة فما نراه عبر الشاشات في الفضائيات من تحليلات عن الأسهم وسوق المال والعقار يدلل على أننا في أيدٍ غير متخصصة ولا أقول غير أمينة، والمؤشرات والانتكاسات عديدة آخرها قضية الاتصالات المتكاملة، ولا بد من انتفاضة لتصبح المسارات عبر الصحافة وأجهزة الإعلام التي يمكن الوثوق بها.