} على الرغم من شاعريته المتدفقة وصوره المتجددة يأتي الأستاذ محمد أحمد المشاط هذه المرة مؤرخاً لقصة الذهب الأسود في بلادنا عبر كتابه الجديد (بمداد من ذهب أسود.. قصة النفط في المملكة العربية السعودية) الصادر عن دار رياض الريس بلندن، ذلك ان مؤلف الكتاب قضى ردحاً كبير من عمره موظفاً مرموقاً بشركة أرامكو السعودية إلى جانب تخصصه العالي في علوم الإدارة البترولية من الولاياتالمتحدةالأمريكية فجاء كتابه جامعاً بين الخبرة والتخصص. يقول المؤلف في مطلع مقدمته للكتاب: مما يدعو إلى الغرابة وربما الدهشة ان كثيرين جداً في هذا البلد الذي تحتوي أرضه أكثر من ربع الاحتياطي العالمي من النفط الخام يجهلون أبجديات هذه الثروة، أليس من المثير حقاً ان يكون معظم دخلنا من بيع هذه المادة ومنتجاتها ونحن أكبر مصدر في العالم لها، ثم نجهل المعلومات الأساسية أو حتى الابتدائية عنها؟ وليس المطلوب هنا ان نلم بمشكلات الأسواق النفطية وندرسها، أو ضريبة الكربون أو الاحتباس الحراري، أو تقانة الحفر الأفقي إلخ فهذه كلها أمور فنية جداً، لكن المطلوب هو معلومات أساسية وعامة على شاكلة أين يوجد النفط الخام جيولوجياً في المملكة؟ وما هي أنواعه؟ أي الأنواع أفضل؟ ما هو احتياطي النفط الخام بالمملكة؟ وبعد ان ساق المشاط هذه المقدمة يبحر بنا فوق رمال صحاري المملكة ليدون تاريخ ظهور النفط عبر ستة عشر فصلاً تحدث فيها عن الحقول العملاقة والتابلاين وحقل الشيبة والحقول النجدية ثم تناول المنتج المرجح والسعر المعقول ثم زار بنا مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتين كما تحدث عن التشكيك في الاحتياطيات ويتساءل في أحد الفصول: هل صحيح ان الربع خال؟ كما عرج على بترولاين وسمارك وتناول موضوع دمج سمارك في أرامكو السعودية. كما أوضح بارتفاع سعر البرميل إبان حادته الحادي عشر من سبتمبر 2001م واتجاه المستثمرين بمحافظهم إلى النفط كملاذ آمن ويواصل المؤلف قصة النفط ليروي قصة تأسيس منظمة أوبك عام 1960م، كما تناول في قراءة سريعة منتدى الطاقة الدولي السابع الذي عقد في الرياض عام 2000م، ثم يسرد الملامح الرئيسة لسياسة بوش النفطية كما يتساءل في أحد الفصول كما لو تم قفل مضيق هرمز في ضرب المرافق النووية الإيرانية؟ كما يضع المؤلف المشاط اقتراحات لبدائل الطاقة النفطية. هذا وقد جاء الفصل الأخير الدور الذي لعبه النفط السعودي وتأثيره في تغيير العالم.