محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية رفض العالم الفيزيائي البريطاني الأشهر في العالم أجمع البرفسور ستيفن هوكينغ لدعوة إسرائيل لحضور مؤتمر يرعاه الرئيس شمعون بيريز في (يونيو) المقبل، وإيضاحه أن انسحابه من حضور المؤتمر يعود لانضمامه للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بسبب مواقفها وسوء معاملتها للفلسطينيين واضطهادها لهم، موقف كان هو حديث الصحافة العالمية، هذا الأسبوع، بين شد وجذب وتأييد ومعارضة، وبين متوقع ومصدوم ومسرور وحزين، ذلك أن انضمام عالم شهير بحجم ستيفن هوكينغ للمقاطعة بعد توجيه الدعوة له وموافقته المبدئية عليها ثم رفضها بهذه الطريقة يعد ضربة ليس للمؤتمر الذي تعد له إسرائيل العدة، ويتابعه العالم، ووافق على حضوره توني بلير وكلينتون وعدد من مشاهير العالم، ولكن ضربة قوية لإسرائيل كمحتل، فقد ذكر رئيس جامعة حيفا عاموس شابيرا أن المقاطعة ليست فقط مشكلة الجامعات، وإنما هي مشكلة إسرائيل بأسرها، وفي نظره، فإن «مقاطعة دولة إسرائيل، أو المقاطعة الأكاديمية لأي من المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل أشبه بفرض حظر نفط أو أي حظر آخر». المزعج أن هذا الحدث الذي تخصص له (الغارديان) متابعة على مدار الساعة، وتتناوله صحف العالم وقنواته الفضائية بصفة يومية، كل على حسب موقفه من الحدث إن مصدوم أو مسرور، لم تشر إليه القنوات الإخبارية (العربية) ولا الصحف العربية أو تهتم به، باستثناء خبر مقتضب في (الحياة)، وتقرير عابر في قناة (الجزيرة) باللغة الإنجليزية، وباستثناء الصحف الفلسطينية طبعا سواء في الداخل أو المهاجرة التي احتفلت بخطوة ستيفن هوكينغ. هذا الاختبار يؤكد أن إعلامنا العربي يغرد خارج سرب قضاياه، ولا يتعامل بمهنية واستغلال للفرص وتوظيف للمواقف، وهو إحدى أهم المهام التي يفترض أن يعيها الإعلام والقائمون عليه، لكن يبدو أن (إعلامنا ما عندك أحد).