الأخبار من اسرائيل وعنها تجمع الأقصيين، أو أقصى اليمين وبعضه نازي متطرف لم يرَ العالم مثله منذ محاكمات نورمبرغ، وأقصى اليسار، وهذا يضم يهوداً يهاجمون دولة اسرائيل ويدافعون عن الفلسطينيين كما لا يفعل الفلسطينيون أنفسهم. المدّعي العام الإسرائيلي أمر الشرطة بالتحقيق مع الحاخام اسحق شابيرا الذي ألّف كتاباً عنوانه «توراة الملك» يحدد فيه ظروفاً تسمح بقتل غير اليهود. والتحقيق يشمل، كما قرأت، أربعة حاخامات آخرين شاركوا في التأليف. وفهمت أن الحاخامات يتوكأون على قوانين «هالاشا» التي تسمح بقتل غير اليهود. ثم هناك مركز متزيلاه للفكر الصهيوني واليهودي والليبرالي والإنساني. وأرى ان الفكر الصهيوني يناقض الإنسانية، إلا أنني أتجاوز هذه النقطة الى دراسة قدمها المركز الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وهو من ليكود، ما ينفي عنه «تهمة» الإنسانية، خلاصتها ان «القانون الدولي لا يعترف بحق اللاجئين الفلسطينيين والمتحدرين منهم في العودة الى بيوتهم». أرفض مناقشة هذه النقطة فهي محسومة، وأقول ان فلسطين للفلسطينيين من البحر الى النهر، وحفيد لاجئ فلسطيني أحق ببيت أسرته من أفيغدور ليبرمان حارس المواخير من مولدافيا الذي جاء الى فلسطينالمحتلة وهو بالغ ويقيم في مستوطنة غير شرعية مثله ومثل بلده المزعوم. ثم هناك مارتن شيرمان وهو بروفسور اسرائيلي عمل يوماً مستشاراً لحكومة اسحق شامير، ما يغني عن أي شرح إضافي، وهو كتب أخيراً مقالاً عنوانه «المشكلة الفلسطينية: حل حقيقي»، خلاصته إلغاء أونروا وإنهاء «التمييز» العربي ضد الفلسطينيين، ومنحهم حرية الخيار، شرط أن يختاروا البقاء حيث هم. كنت سأقترح ان يعود شيرمان الى جنوب أفريقيا حيث ولد، غير ان حكومة الأبارتهيد سقطت والحكم لأهل البلد فلا يحتاجون الى مستوطن مثله ينصحهم. اسرائيل في شكلها الحالي هي وريثة جنوب أفريقيا الأبارتهيد والتفرقة العنصرية، وحملات نزع الشرعية عنها مصدرها كنائس غربية وجامعات عالمية، لأن حكومتها الفاشستية لا تستطيع الاختباء وراء ذكرى الهولوكوست. وهي تحتل وتقتل وتدمر. قبل أن أكمل باليسار الإسرائيلي أتوقف وأسجل ان معلوماتي لموضوع اليوم هي كلها من مصادر اسرائيلية مثل الصحف، أو يهودية أميركية، من ليكودية وغيرها. رئيس جامعة بار - ايلان البروفسور موشي كافيه شكا في مؤتمر اسرائيلي من وجود أساتذة جامعات اسرائيليين يدعون الى مقاطعة اسرائيل وعدم التعاون بين الجامعات الغربية والإسرائيلية انتصاراً للفلسطينيين. وهو هدد بطرد مثل هؤلاء الأساتذة كما هددهم وزير التعليم جدعون سار (أو سعار) وكانت النتيجة أن حوالى 500 أستاذ جامعي اسرائيلي، ومعهم وزير التعليم الأسبق يولي تامير، بعثوا برسالة الى الوزير تعترض على موقفه وتنتصر لطلاب المقاطعة. أغرب ما قرأت عن هذا الموضوع حملة في موقع ليكودي أميركي متطرف على جامعة بن غوريون، فالموقع هذا متخصص في مهاجمة الإسلام والمسلمين، ويركز عادة على مركز العلاقات الأميركية الإسلامية. هذه المرة قرأت مقالاً للموقع أترجم عنه باختصار: الأساتذة مدى الحياة يواصلون تدمير الحرية الأكاديمية، فهي تعني لهم الاتفاق مع اليسار الراديكالي والماركسيين ولكن ليس الاختلاف معهم... فهذا «مكارثية». جامعة بن غوريون في اسرائيل أصبحت أضحوكة، وباستثناء دائرتي العلوم والهندسة فيها فهي كاريكاتور جامعة حقيقية، وهي تستخدم أعداداً كبيرة من الأساتذة المتطرفين المعادين لإسرائيل الذين لا عمل لهم سوى اصدار بروباغاندا كره اسرائيل. ودائرة العلوم السياسية هي من دون شك الأسوأ في اسرائيل ومثلها كليات أخرى في الجامعة تعلّم كره الصهيونية. ومن الأساتذة نيف غوردون، وهو نموذج اسرائيلي عن نورمان فنكلستين، ومشهور بحملاته لمقاطعة اسرائيل، وقد بنى سمعته على التنديد بإسرائيل كدولة فاشستية ودولة ابارتهيد وتفرقة عنصرية تمارس إرهاب الدولة لذلك يريد غوردون إنهاء وجودها. إذا كان الموقع الليكودي صادقاً في كلامه عن جامعة بن غوريون والبروفسور غوردون، فهو ينشر ما معناه «من فمك أدينك يا اسرائيل». الحكم اليوم في أيدي اليمين الإسرائيلي المتطرف، ليكود وشاس وإسرائيل بيتنا، وأرجو عندما يهاجم أي معلق عربي أو مواطن عادي نازية هؤلاء ألا ينسى ان هناك خصوماً لهم داخل اسرائيل يزايدون علينا جميعاً في معارضتهم. [email protected]