عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية نعم في القرآن الكريم شفاء للناس.. شفاء للنفوس والأرواح.. ولكن ليس فيه علاج للفشل الكلوي.. ولا للقرحة المعدية.. ولكن بعض مَن يدَّعون العلم بالدين وبالقرآن الكريم وآياته المعجزات يقولون إنهم يشفون كل الأمراض.. وهم يلجأون إلى الدجل والشعوذة والإجرام.. والإيذاء والابتزاز والإغواء حتى خراب البيوت. وقد ارتكزت على دراسة حديثة أجراها أخيرا الدكتور شيخ إدريس عبد الرحيم في جامعة فيصل على 277 مريضا نفسيا، وأظهرت الدراسة أن أكثر من 70 في المائة من المرضى النفسيين يراجعون المعالجين الدينيين قبل الأطباء وأكثر من 26 في المائة من المرضى النفسيين يراجعون المعالجين الدينيين بالتناوب مع الأطباء، مشيرا إلى أن عدد المرضى نفسيا الذين يراجعون الشيوخ أضعاف.. أضعاف مراجعي الأطباء النفسيين.. بل إن معالجا دينيا واحدا يعالج يوميا ألف مريض.. كما جاء في جريدة "الوطن" وإن كنت أظن أن الرقم مبالغ فيه.. والله أعلم. وقال الدكتور إن هناك بالطبع رجال دين معالجين محترمين يخافون الله ولا يدَّعون العلم بالغيب ولا يتجاوزون الطب النبوي ولا يستغلون ضعف المريض وحاجته ولا يهتكون عرضا ولا يمنعون مريضا من مراجعة طبيب نفسي. وقال إن العلاج الديني محتاج إلى تنظيم وتأهيل وتدريب وترخيص ورقابة، إضافة إلى المؤهل الديني "خريج دراسات إسلامية". ونحن نعرف طبعا أن علم النفس علم حديث "عمره أقل من 100 عام" وهو لم يأخذ مكانه بين علوم الطب الحديثة إلا في نصف القرن الماضي، وإذا كان الطب النفسي حديثا في العالم الغربي فإنه أكثر حداثة في البلاد العربية، حيث يتردد المريض في الذهاب إلى الطبيب النفسي إما لفقدانه الأمل في العلاج وإما خوفا من كلام الناس أو رغبة في إخفاء مرضه عن المجتمع.. ويجب اعتبار الطب النفسي كباقي فروع الطب فهو مرض، وما خلق الله من داء إلا كان له دواء. همس الكلام: اعرف نفسك، ولا تخبر أحدا بما اهتديت إليه".