لعل من حسن حظي أن لدي صديقاً متخصصاً في تقنية المعلومات ومتابع نهم لجديد اساليب المعرفة ما يسهل علي البحث عن الجديد عبر تقنيات التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت كذلك، وهو فضل من الله علي قادني للتعرف على تجربة موقع أوديبل، وكفرد في هذا المجتمع حرصت أن أخصص مقالة هذا الأسبوع لاطلاع القارئ والقارئة على تجربة موقع أوديبل للكتاب المسموع. تأسست شركة أوديبل في العام 1995م وبدأت في تقديم خدماتها الصوتية الرقمية عبر الانترنت في العام 2005م واشترتها شركة أمازون في صفقة بقيمة 300 مليون دولار في العام 2008م لتكون إحدى الشركات المملوكة لشركة أمازون ليتسنى لها التوسع في خدمات بيع الكتب من الورقي للإلكتروني للمسموع ولغيرها من الخدمات. تقوم فكرة أوديبل على تحميل تطبيق عبر متاجر الأجهزة الذكية أو الحاسوب والذي يعد بمثابة مكتبة صوتية تمكن المستخدم من تحميل أي كتاب صوتي يريد في أي وقت ومن ثم يمكن الاستماع للكتب والتوقف وأخذ الملاحظات وتحديد المقاطع لتسهيل الرجوع إليها في أي وقت دون الحاجة إلى إعادة استعراض الكتاب المسموع مجدداً. يتم شراء الكتب الصوتية عبر البطاقات الائتمانية حسب شرائح الاشتراكات كما يتيح الموقع شراء تسجيلات للحوارات التلفزيونية والاستاندر كوميدي بل ويمكن الموقع من إعادة الكتاب السمعي خلال عام في حال عدم ملاءمته، وتتسم الكتب الصوتية بشكل عام بأن أسعارها زهيدة مقارنة بأسعار الكتب الورقية. يحوي الموقع على آلاف الكتب موزعة في أكثر من 25 قسماً ليتسنى للقارئ البحث حسب الرغبة في القراءة ما يرفع من كفاءة استفادة المجتمعات من تلك الخدمات المعرفية المتقدمة التي توظف التقنية لخدمة المعرفة ما ينعكس إيجاباً على إنتاجية المجتمعات وعلى إبداعه وقدرته على مواصلة التعلم. أكتب عن تجربة موقع أدويبل أملًا في محاكاة ذات التجربة والتي ستسهم في زيادة القدرات المعرفية للمجتمع متى تم إنجاز مثل هذه الخدمات لأسباب عدة أبرزها أننا نقضي وقتاً طويلًا في المركبات لإزدحام الشوارع أو خلال وقت الانتظار وهو ما يمكن الاستفادة من تلك الأوقات في الحصول على المعارف دون تكلفة للوقت ما يساهم في القضاء على تحدي ضعف قراءة المجتعات العربية والتي نحن جزء من ذات الواقع الذي بحاجة إلى إصلاح. المطلوب الآن من مؤسسة الفكر العربي أو من وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أو غيرها إطلاق منتدى دولي حول تقنيات الكتاب المسموع وعلى أن تشارك في مثل هذه المنتديات اتحادات الناشرين وجمعيات الناشرين الوطنية والإقليمية والعالمية لاستيعاب هذه التحولات علنا ننجح في فتح نوافذ جديدة للتعلم وللمعرفة تساهم في خلق مستقبل واعد تصنعه الاستفادة من مثل هذه التقنيات.