عقد مؤخرا المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية، هذا المجلس الذي يشكل تأثيرا على الأحداث العالمية، وهو الذي يحدد السياسة الأمريكية، وله ذراع يعرف باسم ترايلتير كوميشن، ومن أبرز قادته ديفيد روكوفلر، والرئيس الأسبق جيمي كارتر، والمستشار بريزينسكي، وهو الذي خطط لإسقاط الاتحاد السوفييتي وهو الذي جاء بالديمقراطيات المحبطة في الشرق الأوسط وهو الذي يقف حول فكرة الأحداث الأخيرة. في هذا المؤتمر أبدى هنري كيسنجر توقعه بحدوث مواجهة قريبة بين الجيش المصري والإخوان المسلمين، وقال إن الغلبة ستكون للإخوان، وإنه كان على الولاياتالمتحدة أن تتعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك باحترام، فلم تكن هناك ضرورة تدعو إلى أن توجه دعوات علنية عبر التلفاز للرئيس مبارك بالرحيل، على حد قوله. وقال هنري كيسنجر إن هناك نوعين من الثورات، ثورات ديمقراطية وثورات تاريخية، والثورة المصرية هي ثورة تاريخية، وهذا النوع من الثورات لا يعقبه إلا الدمار ولم يستفد منها الا العسكر والإخوان، على حد قوله. وقال إن الشباب الذين دعو إلى الثورة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن لديهم خطة واضحة، ولا برنامج، ولا زعامة، فالنتيجة هي الفوضى والدمار.قد نتفق مع هنري كيسنجر لكننا نراهن على حكمة وأخلاق القيادة في مصر، التي نحترمها ونتمنى منها عدم تجاهل الآخرين، وأن تعمد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتبدأ بشكل جدي في تفعيل الحوار الوطني. ما نتمناه أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار والرخاء وتعود للمنظومة العربية أكثر قوة مما كانت عليه لأن قوة مصر هي قوة للعرب والمسلمين. ومن المؤكد أن عقلاء مصر حريصون على تحقيق الأمن والاستقرار لمصر أكثر من أي جهة أخرى