عندما ترى (بيض) تويتر يلمع في قائمة البعض ينتابك شعور بالألم، ويتأكّد لديك أن الشهرة فاقت كل القيم، وأن التزييف بات عنواناً يتخذه البعض ليقول إن (بيضي أكثر من بيضك)، وهو أمر لم نكن نتوقّعه أن يصل الأمر بنا في تويتر بالتفاخر بكثرة (البيض) بنحو أربعة ملايين متابع أو بالأحرى (أربعة ملايين بيضة) عداً و(نقداً)! كنا نتوقّع الصدق ممن يروِّجون للصدق، وكنا نتوقّع الحقيقة ممن يبحثون عن الحقيقة، وكنا نتوقّع الإخلاص في العمل والقول وإذا بها في (تويتر) تتكشَّف، ويظهر ما تحت العباءة وما تحت الغترة، ويتحوّل الكثيرون إلى دجاجات (يرجُننّ) على ملايين البيض يتكاثر عبر شركات متخصصة في إنتاج البيض تبيعه بالدولار واليورو والين. لا يخجل البعض من أن معظم (متابعيه) على شكل (بيض) لا اسم ولا عنوان ولا مشاركات ولا رسائل ولا صور، (بيض) بلا هوية، لا يفقس عن شيء، ولا يمثّل بشراً يمكن التفاعل معهم، لا يخجلون من بيضهم لأن الشهرة أعمتهم، وصار التنافس في عدد (المتابعين) أكثر من التنافس في جمع (الحسنات) بالتي هي أحسن. عندما تدخل إلى أهل (البيض) في تويتر، تعتريك أحاسيس بأن صحن (شكشوكة) سيطير إلى طاولتك مع شاي عدني وخبر (ملوح)، تتخيّل أن التغريدات ليست سوى (بق بقيق) لا معنى لها ولا طعم ولا رائحة سوى أن الشخص (مرتزّ) فوق الكوخ. يمكن أن نعد تويتر جهاز كشف دقيقاً، يعكس ما بداخل المنضمين إليه، يكشفهم من دون أن يشعروا أو أن تكوين توتير هكذا، قدره أن يكشف كل من يلعب في منطقته ويحيلهم إلى ورقة مكشوفة لا حيلة لهم به. أخيراً: تغريدتك فكرك، ورد فعلك سلوكك.