بمقاييس من انتقدوه كان غازي القصيبي بحسب المناصب الكبيرة التي تقلدها متهوراً، وغير محنك في انتقاء تصريحاته التي يلقي بها للصحافة، وبما يعبر عنه من آراء صريحة في بعض مقالاته وبما له من محاضرات ومؤلفات لطالما سهر الخلق جراها واختصموا! غازي القصيبي كما يعرفه من قرأه وعرفه عن كثب لم يُحابِ على حساب الحقيقة، ولم يكن بهلواناً يُحسن تبديل الأقنعة وفق مصالحه الشخصية، كما لم يكن براغماتياً يغني لكل طيف لحنه الذي يطربه، وإلا فأنّى لمسئول بحجم القصيبي أن يرثي ويمدح المناضلة الفلسطينية آيات الأخرس التي نفذت عملية استشهادية تصنف وفق الإعلام الغربي: كعملية انتحارية (إرهابية) ومع ذلك لم يكبت مشاعره نحوها ولا إعجابه بعملها البطولي، بل عبر عنه بصدق وشفافية في قصيدته الشهيرة «شهداء» ومنها قوله: قل (لآيات) ياعروس العوالي ما فعله غازي بمعايير منتقديه كان أشبه بانتحار مسئول جازف بمنصبه وجاهه ومكانته ولكن هذا مالم يحدث، حيث رحل الكثير وهو باق في منصبه، كما أن كثيراً ممن نافقوا لم ينالوا ما يرجون من المناصب التي نافقوا لأجلها!كل حسنٍ لمقلتيك الفداءُ فتحت بابها الجنانُ وهشت وتلقتك فاطم ُ الزهراءُ قل لمن دبجوا الفتاوى رويداً ربَ فتوى تضجُ منها السماءُ حين يدعو الجهاد ُيصمتُ حِبْرٌ ويراع والكتبُ والفقهاءُ حين يدعو الجهادُ لا استفتاءُ الفتاوى يوم الجهاد الدماءُ ما فعله غازي بمعايير منتقديه كان أشبه بانتحار مسئول جازف بمنصبه وجاهه ومكانته ولكن هذا مالم يحدث، حيث رحل الكثير وهو باق في منصبه، كما أن كثيراً ممن نافقوا لم ينالوا ما يرجون من المناصب التي نافقوا لأجلها!