في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي توقعت، في مقال بعنوان «الأفعى الإخوانية في الإمارات»، أن تتعرض حكومة الإمارات لحملات تشويه مفتعلة، وغوغائية مدعومة لوجستياً من أطراف مختلفة على المستوى الدولي، وأشرت حينها إلى أن تلك الحملات ستأتي كرد فعل طبيعي من أفراد التنظيم الدولي للإخوان وحلفائهم، بعد سقوط الخلية الإخوانية الإرهابية التي كانت تخطط لقلب نظام الحكم في أبوظبي، وبالفعل صدقت التوقعات وتحركت أبواق مرشد الجماعة في أكثر من دولة خليجية في محاولات ساذجة ومكشوفة لتشويه سجل حقوق الإنسان في الإمارات عبر إدعاءات تُنشر هنا وهناك من دون أن تلقى أي قبول يُذكر إلا بين أفراد الجماعة والمتعاطفين معهم. الرفض الشعبي الكبير في دول الخليج، الذي قوبلت به حملات التشويه التي تُشن على أبوظبي، أجبر الجماعة أخيراً على اتباع تكتيك جديد، تتحالف فيه مع التنظيمات الإرهابية الأخرى، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، ليتحول الهدف من تشويه السجل الحقوقي، إلى «تكفير الحكومة» والادعاء بكل خبث بأنها تعمل ضد الإسلام، وهو الموال ذاته الذي تردده الجماعات التكفيرية منذ سنوات طويلة لمهاجمة جميع الحكومات الإسلامية في العالم، وهذا وإن كان تكتيكاً يكشف عن يأس شديد تمكن من أتباع المرشد، إلا أنه أكثر جذباً للمتطرفين والمغرر بهم من الدعايات «الحقوقية» المأجورة التي أثبتت فشلها. في شبكات التواصل الاجتماعي تبرز أسماء محددة من قطر والكويت والسعودية كمحرك رئيس للتكتيك الإخواني الأخير، بعض تلك الأسماء معلن صراحة عن انتمائهم للتنظيم الدولي للإخوان، وبعضهم يعمل من خلف حجاب «الشعارات الدينية»، وهو ما كشف عنه تحركها الأخير باستخدام أحداث مالي ك«قميص عثمان» لمهاجمة الإمارات، وهذا أمر ليس بمستغرب، فالإرهاب ملة واحدة. أحد أبرز من يتزعمون الحملة الغوغائية الجديدة لتكفير حكام الإمارات في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، أكاديمي سعودي مُبعد من التدريس، وسبق أن تورط في قضية أمنية قبل أعوام، وهو وإن كان يبدو مضطرباً في كل «تغريداته»... يحفر في «الماء»، ولا يجد طرحه قبولاً من عاقل، إلا أنه لا يزال مستمراً بالصراخ ضد كل ما هو إماراتي، محاولاً تشكيل فصيل معادٍ للدولة الخليجية الشقيقة داخل المجتمع السعودي، وكم كانت فجيعته كبيرة وهو يشاهد مدى فرحة السعوديين، بمختلف فئاتهم، بنجاح الإمارات في تحقيق بطولة كأس الخليج لكرة القدم... كان كل هتاف من سعودي للمنتخب الإماراتي يمثل له صفعة أليمة، وجرحاً لا يمكن أن يندمل، وسقوطاً ذريعاً لمشروعه الساذج، والحق يُقال إن الإشارة إلى مثل هذا المضطرب هنا إنما تأتي كمثال بسيط ومعبر عن العناصر المثيرة للشفقة التي تتشكل منها منظومة الحملات التشويهية للإمارات في دول الخليج، وهو لا يبتعد كثيراً من سذاجة معظم أفراد التنظيم الدولي للإخوان، الذين لن يجدوا سوقاً رائجة إلا في مجتمعات تتجاوز نسبة الأمية فيها 30 في المئة، وتُقاد بعبوات السكّر والزيت.