فجأة وبدون أي مقدمات وبدون اجتماعات مجلس الأمن أو قرارات للأمم المتحدة أو انعقاد جلسات للتصويت أو إرسال مندوبين من الأممالمتحدة وبدون سقوط آلاف الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ وبدون نزوح للاجئين أو وجود أسلحة محرمة أو غيرها من الأعذار الواهية التي توجب وقوع هجوم من دولة على دولة أخرى ، هبت فرنسا بمقاتلاتها لتقصف مالي مشيراً رئيسها في تصريح له أن هذا التدخل هو لدحر الإرهاب في هذا الجزء من أفريقيا . كما صرح قائلاً ( المحك بالنسبة الينا ليس في السيطرة على أرض أو زيادة نفوذنا أو البحث عن أي مصلحة تجارية او اقتصادية، لقد ولى هذا الزمن". وقال أيضا "في المقابل على بلادنا، لأنها فرنسا، أن تهب لمساعدة بلد صديق هو من بين الأفقر في العالم وضحية منذ أشهر عدة لكي لا نقول منذ سنوات لهذا الإرهاب الذي بات يأخذ اليوم أشكالاً أكثر خطورة". هل يمكن أن نصدق مثل هذه التصاريح الإعلامية من دولة متقدمة ترى كل يوم سقوط الضحايا في سوريا منذ أكثر من عامين ولاتحرك ساكناً وتكتفي بالشجب والتنديد والاستنكاروإنتظار مبعوث وراء مبعوث أما عندما تم مس المصالح المباشرة فلم تنتظر أياً من هذه الأعذار بل تحركت وحدها لتقصف أراضي دولة أخرى بنفس الحجة المعتادة والتي أكل عليها الدهر وشرب وهي ( مكافحة الإرهاب ) . هل يعني مما يحدث أن لكل دولة الحق أن تقصف دولة أخرى دون الرجوع إلى أي شرعية دولية بحجة مكافحة الإرهاب ، إننا نعيش في عصر غريب ، عصر تجيز كل دولة من الدول العظمى أن تضرب أي دولة أخرى لتحميها من الإرهاب وذلك كما حدث في العراق وأفغانستان ، أما الإرهاب الحقيقي الذي يحدث كل يوم في سوريا منذ أكثر من عامين فتنتظر تلك الدول أن تقر الشرعية الدولية ماتراه مناسباً اتجاهه !!. لقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على بذل كل ماتستطيع من اجل إغاثة الشعب السوري الحر الأبي وقدمت لهم المساعدات وجهزت القوافل المتعددة بالمؤن لنصرة هذا الشعب الذي يغمض العالم أجمع أعينه عما يحدث فيه ويفتحها فقط على الأماكن التي يرى فيها مصلحته ومنفعته .