أستطيع أن أقول بكل ثقة... إن المواطنين الخليجيين قد سبقوا دولهم في المصادقة الجماعية على قيام «الاتحاد الخليجي» في ليلة كروية رائعة وجميلة.. انتهت بتتويج منتخب دولة الإمارات العربية بطلا للقمة الحادية والعشرين بمملكة البحرين وسط حضور عربي وخليجي «كاسح» وغير مسبوق.. فقد بكرت الجماهير الخليجية بعقد قمتها التشاورية وتداعت لحضور مباريات هذه البطولة من أولها إلى آخرها.. وكانت الذروة فيها هي المباراة الختامية مساء الجمعة بين العراق والإمارات العربية، حيث تجمع أبناء الخليج وإلى جانبهم الآلاف من الأشقاء العرب الذين أكدوا أنهم لحمة واحدة وأن امتزاج أحاسيسهم ومشاعرهم يجسد وحدتهم الحقيقية.. كما يؤكد على أن كل شيء بات مهيأ لإتمام مشروع الاتحاد بصورة جماعية لأن طبيعة الظروف والمتغيرات تفرض ذلك حالا ودون تأخير. وحتى الذين خرجوا من البطولة مبكرا ومنهم نحن.. أو الذين أنهوها بصورة غير إيجابية كالبحرين.. حتى نحن والبحرين فرحنا للإمارات فرحا شديدا.. والأهم من كل ذلك أن كل واحد منا فرح للآخر لأن اللقاء كشف عن مواهب جديدة ينتظرها مستقبل جميل.. سواء في نطاق المنتخب البحريني أو السعودي أو العماني أو الكويتي.. وإن كان الواحد منا يتمنى أن تزول الأسباب التي جعلت العراق حتى الآن خارج هذه المنظومة الرائعة.. ولعل الإنجاز الوحدوي الآخر الذي تحقق في ظل هذه البطولة هو.. التأكيد بأن مملكة البحرين الشقيقة قد تغلبت تماما على الظروف الطارئة التي عاشتها خلال العام الماضي.. وأثبتت معها الآن أنها بلد آمن ومستقر ومستحق لأن يظل ركيزة من ركائز أمن المنطقة وتوحد شعوبها.. حيث أثبت الشعب البحريني المضياف أنه في مستوى المسؤولية عندما نظم بنجاح واحدة من أفضل البطولات الخليجية وهيأ للجميع من الإمكانات والوسائل ما ساعد على خروج البطولة بهذا المستوى من النظافة والإتقان.. أليست هذه جميعا ركائز هامة لقيام اتحاد مصيري كان يجب أن يقوم منذ عشر سنوات على الأقل؟ هنيئا للجماهير الخليجية التي احتفلت في المنامة بولادة اتحادها بالصورة الجميلة التي رأيناها.. لتبقى بعد ذلك الخطوة البروتوكولية المرتقبة في الرياض قريبا إن شاء الله تعالى.