من أسخف الأقوال المتداولة هذه الأيام أن اليوم الجمعة هو آخر يوم في عمر الكون.. وعندما تتأمل «المسوغات» والتفسيرات.. والمبررات التي وردت في هذا الشأن.. وتقارنها بما تنزل في كتاب الله المحكم.. فإنك تجد نفسك تقف أمام «ترهات» لا يقبلها عقل.. ولا يستوعبها منطق.. ولا تملك إزاء ذلك إلا أن تتساءل: أين عقل الإنسان؟! وأين وعيه وثقافته.. وحضاراته المتراكمة..؟! بل وأين قدرته الهائلة على الربط بين الأشياء والتحليل العلمي التي اكتسبها من معارفه المنظورة في هذا العصر..؟ ثم أين كل هذا من أقاويل وتفسيرات مماثلة قيلت وترددت منذ عشرات السنين وما زال الإنسان يعيش.. وما زال الكون يتحرك.. وما زالت إرادة الله حاضرة لأنها لا تتوقف.. ولا تنقطع.. ولا تتغير.. كل هذه الشواهد.. لا توفر إجابة قاطعة على أن الإنسان ما زال يعيش أسيرا للأوهام.. والخزعبلات والأقاويل.. وأنه لا العلم.. ولا المعرفة.. ولا الإدراك قد منحوه الحصانة الكافية ضد مثل هذه التخرصات التي لا تستند إلى عقل.. أو منطق.. ومع ذلك فإن هناك من يصدق هذا الكلام.. وهناك من يستغله.. ويستثمره.. وهناك من يتاجر به.. وهناك من يقتات عليه.. لأن من بيننا من الأحياء من يعيشون على الأوهام.. ويقتاتون من «التوجسات».. وهناك من يعبث لمجرد العبث.. أو يتسلى بعقول الناس ومشاعرهم.. ولعل أغرب ما في الأمر أن هذا النوع من الممارسات يأتي من فئة صغيرة تدعي التدين.. وهي أبعد ما تكون عنه.. وأقرب إلى وساوس الشيطان الرجيم ولا يمكن بأي حال من الأحوال.. أن تكون ممن قرأ كتاب الله وتدبره.. وتفكر فيه على الإطلاق.. وإذا كان هناك ما يؤسف له حقا فهو أن هناك من يصدقون هذا النوع من «الهلوسات» ويتصرفون على نحو فيه الكثير من «الهذيان».. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. *** ضمير مستتر: من نعم الله على الإنسان أن منحه العقل.. وإلا لعاش نهبا للأوهام مدى العمر.