داعية يعذب طفلته، وآخر يتهم باستغلال التبرعات، وثالث يغاير فعله قوله. مسؤولون كبار ومثقفون وأكاديميون وخبراء في كل مجال يمنحون أنفسهم شهادات مزورة فيغررون بالناس ويضللونهم ويكتسبون مواقع حيوية بناءً على هذه الشهادات الزائفة. ليس مهماً أن يتأخر مشروع أو يسرق أمواله القائم عليه فهذا فساد يمكن محاصرته والقضاء عليه. أما إذا فشل المشروع ونجا اللص بالأموال فهو تسيب في الرقابة والضبط يمكن تعديله وإصلاحه وتعويض الخسارة دون ضرر كبير على بنية المجتمع أما أن تنهار القيم لدى المجتمع ويصبح مرشدوه هم المتلاعبون بها فإن هذا زيف لايمكن معالجته لأنه يعمم ثقافة الانحراف، ويشجع الخداع والتضليل فيدير الجاهل مشاريع التربية والتعليم والثقافة، ويدرس الطلاب أساتذة وهميون لايملكون معرفة يمكن امتصاصها والاستفادة منها. ويتخبط الشيخ في ما يقوله متحصناً بما يتوافر عليه المسمى من هيبة ومصداقية. لاتشيع هذه الممارسات في بلد إلا تخلخلت منظومة قيمه فلايكون ثمة مقدس أو محترم. ويصبح الزيف مهارة وشطارة يتسابق إليها جيل يتفتح وجد فيها وصولاً سريعاً إلى السلطة والشهرة والمكانة الرائقة. حتى الآن مازالت قبيلة الدكاترة الوهميين تتسع وتنتشر دون محاسبة. وفضائح المشايخ الفضائيين والمسرحيين تتوالى من غير أن تمس مكانتهم أو تقدح في سمعتهم وإن طال الأمر سيغدو المجتمع دكتوراً زائفاً وشيخاً مدعياً وحينها لن يبقى للمجتمع أي قيمة سوى زيادة اللصوص واحترامهم فيستحيل المجتمع إلى عصابة. العصابات تنهب ولاتبني حضارة أو تؤسس لثقافة راسخة مع فارق أن الذين يقتعدون قمتها مشايخ ودكاترة.