يأتي المعرف "مجتهد" على تويتر في طليعة "المتفتفين" الناعقين النافخين في كير الفتنة والإشاعة، فكان له في ظل تدافعنا المحموم على "تويتر" مئات الألوف من المتابعين لأن "تويتر" الوعاء الأكبر لأخبارنا تساءلت في مقالي "ملكي أكثر من الملكيين" على هذا النحو: - لماذا أجد أن المواطن سهل الانقياد تجره إشاعة وتصعد به كذبة كبرى وتغيره هجمة جماعية مضادة؟ ثم قلت: - لماذا أشعر في المقابل أن هذا المواطن سهل الارتداد والعودة إلى الرشد والانحياز إلى وطنه رغم كل شيء؟ وأعدت السبب إلى جمود إعلامنا الرسمي، وغموضه، ومحافظته، وعدم مواكبته للتغيرات والتحولات، التي جاءت مع وسائط الاتصال الحديثة، على نحو يجعل هذا المواطن العفوي الذي لا يحبذ الغموض ويميل للمكاشفة، ينحاز للوسيلة التي تبلغه الخبر وتمنحه المعلومة بشكل أسرع، ومن هنا فقد تمكن الأعداء والمتربصون لهذا الوطن من استمالة قطاع عريض من الناس الذين يرون أن المعلومة الرسمية لا تصلهم كاملة، وإن وصلت فلا تصل إلا متأخرة، وهكذا فإن إيقاع الوسيلة الإعلامية الرسمية يسير بخطى السلاحف وتعقيدات البيروقراطية، مما تسبب في انصراف المواطن للبحث عن مصادر إخبارية بديلة، وهو ما أتاح للطائفيين والحاسدين الكارهين لهذا الوطن نشْر الإشاعة وإشاعة الفتنة وبث الأكذوبة وحقنها في عقل هذا المواطن المتلهف لكل ما هو خارج منظومة الإعلام الرسمي الذي هو في ظنه إعلام مطبل وجامد لا يتطور. كل ما سبق هو الذي سمح للطفيليات بالنمو والانتشار في الساحة الإعلامية واتخاذها لدى البعض مصدرا إخباريا موثوقا. ويأتي المعرف "مجتهد" في تويتر في طليعة "المتفتفين" الناعقين النافخين في كير الفتنة والإشاعة، فكان له في ظل تدافعنا المحموم على "تويتر" مئات الألوف من المتابعين لأن "تويتر" الوعاء الأكبر لأخبارنا وأنفاسنا وزفراتنا وما نحب وما نكره. وكان الكاتب يزيد بن محمد من أول وأفضل من كتب عن هذا "المجتهد" بعقلانية وجرأة محسوبة فقد ذكر أن "مجتهد" سعى إلى خلخلة المواطن عبر التشكيك المتتابع في الرموز، ثم إنه تحول من فضائحي إلى صاحب أجندة سياسية يأتي بخبر واحد صحيح وينسج حوله الآلاف من الأخبار الكاذبة، ولا شك أن "مجتهد" يحمل أجندة واضحة جلية تستهدف المملكة أولا ثم بقية دول الخليج فقد انتقل تدريجيا من المملكة مضيفا إليها الكويت والإمارات. ما يثير الريبة والحيرة؛ أن هذا المعرف الغامض يحيط بكل هذه الأسرار والمعلومات الصحيحة والكاذبة ويرسم لنفسه عند ضعاف النفوس وضعاف الولاء صورة الإصلاحي، ومع كل ذلك فإننا لا زلنا لا ندري، هل مجتهد فرد أم جماعة؟ وهل هم داخل المملكة أم خارجها؟ وهل هو دولة أم أنه دول تكيد للوطن؟ أم أن هذا المعرف مركز معلومات يتوافر على بعض الوثائق ويتبعها بكثير من الأكاذيب التي تجد صداها في نفوس عطشى للحقيقة يخذلها الإعلام المحافظ؟ نريد أن نعرف كيف استطاع (مركز "مجتهد" لإشاعة الغموض في المملكة والخليج) اختراق بعض الأجهزة الحكومية وتوظيف بعض المتعاونين الذين يزودونه ببعض المعلومات والوثائق إن صح هذا الافتراض وهل نجح مجتهد في مراده؟ الإجابة، نعم إلى حد ضئيل جدا، ويسنده في ذلك كمثال أنه يبث خبرا استباقيا لسفر إحدى الشخصيات البارزة، وهو خبر اعتيادي مما قد يتم تداوله في المجتمع السعودي قبل إعلانه رسميا، ربما لأن بعض المرافقين يشعرون أهاليهم بنية السفر في موعد تقريبي وقد يتم تحديد الوجهة وربما الغرض فيتسرب الخبر للمعرف "مجتهد" الذي يبادر إلى بثه في تويتر، فيصبح قطاع عريض من الناس الذين لم يعلموا أو يسمعوا بالخبر من المتابعين، وهكذا يمكن القياس على كثير من الأخبار الاعتيادية التي يبثها "مجتهد" وينسج حولها الكثير من الأكاذيب ولكن من فضل الله ومنته أن انكشف "مجتهد" خلال الأسبوع الماضي بقدر هز مصداقيته وموثوقيته بشكل كبير لدى بعض المساكين الذين أسلموه عقولهم بعد أن أشاعت مشاهدة الشعب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يستقبل الأمراء في عافيته وصحته البشر والسرور، نسأل الله أن يتمها عليه وأن يحفظ هذا الوطن وأهله من الكائدين. بقي السؤال الأهم وهو كيف لنا أن نعرف هوية "مجتهد"؟ ومن الذي يساندهم ولماذا لا تفيدنا الجهات المعنية وتشفي غليلنا بما يجعلنا نتأكد أن خطط وأهداف مثل هؤلاء تحت السيطرة؟ ثم على إعلامنا أن يُسّرع وتيرة المتابعة ونشر الأخبار وأن يتخلى عن سياسة (يمدي.. وبعدين)، فما كان يمديكم فيما مضى لم يعد الإعلام الحديث بسرعته الفائقة يمنحه لكم. ثم علينا أخيرا أن نقطع الطريق بوضوحنا وصدقنا على كل الأفاقين والانتهازيين لكي يتخلى المواطن عن متابعتهم ويجعلهم جميعا (انفلو ANFOLLOW). ختاما؛ إذا كنت عزيزي القارئ تتفق معي فاعمل "رتويت" للمقال.