على خلفية مقال (سلخانة) وردتني العديد من التعليقات سأتناول أغربها ولنقل أكثرها (تضليلا) وإجحافا.. فمثلا عندما يبرر أحدهم الأخطاء الطبية المميتة بأنها غير متعمده! فهذا يعني فيما يعني أن زيادة جرعة التخدير عن حسن نية..! ونسيان مشرط العمليات في بطن المريض (سقط سهوا !)، وفي السياق استئصال (مصران أعور!) المريض بينما علته في الطحال من قبيل التبس الأمر..!. وغيرها الكثير من المفارقات المؤلمة لا يتسع المجال لذكرها اقترفت وراح ضحيتها الكثير بذريعة أنها غير (متعمدة) الخطورة في هذه الفرضية العدمية في حال كرست لا تقتصر فحسب على الأخطاء الطبية فقد تتمدد وتتسع في كل مناحي الحياة فتصبح (الشماعة) التي نعلق عليها أخطاءنا بل وجرائمنا إن صحة التسمية.. فما يجب أن يعرفه الجميع ونعمل بمقتضاه إن (الجهل، الإهمال) هما قطبا الأخطاء والخطايا بالمجمل وبمختلف درجاتها، ولنضرب بعض الأمثلة كأن يقود أحدهم مركبته وهو (ثمل) ويتسبب في قتل شخص يعتبر قاتل عمد وإن كان غير مترصد الشخص عينه فكونه يعرف مسبقا أنه سوف يفقد أهليته ولا يدرك الأخطار المحدقة فهو والحالة هذه متعمد ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الشخص الذي يقود مركبته وهو يعلم سلفا أن كوابحها معطوبة.. فمن غير المفيد ولا من استقامة التفكير أن نصف الأول بأنه جاهل وكفى ولا من المنطقي نعت الأخير بأنه لا يقصد!، وفي الإطار الطبيب غير المؤهل أي خطأ يقترفه ينضوي في سياق التعمد (هو ومن استقدمه)، وبالمثل الطبيب الذي يهمل ويستهين بحياة مرضاه وما يستتبع ذلك من أخطاء يعتبر متعمدا.. خلاصة القول لا مناص أو مواراة من تجريم كل من يخطئ نتيجة الجهل أو الإهمال.. بالمناسبة جل الأخطاء الطبية مردها إما الجهل أو الإهمال والأنكى ترادفهما معا.