الطبيب يعتبر من الطبقة الرفيعة والمتميزة في المجتمع. اذ يؤتمن على صحة وحياة الناس، ولاشك ان هناك شذوذاً، اذ يوجد من الاطباء المهمل بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى في عمله وتعامله مع المرضى والزملاء، واخذ على عاتقه الكذب الصريح على المرضى والزملاء. والذي يهمنا هنا هو تعامله مع المرضى، حيث ان الاهمال او الجشع كما في هذه الايام قد يودي بحياة المريض، والسبب في ذلك هو اولاً انعدام الضمير والاخلاق والاهم من ذلك هو عدم وجود الرقابة الصارمة والعقوبة الرادعة وان وجدت هذه العقوبة في مجتمعنا وللأسف وكانت شديدة فتكمن في تغريمه هللات معدودة بالمقارنة بالجرم الكبير الذي اقترفه. وللأسف في بلاد المسلمين يوجد مثل هؤلاء ويوجد مثل تلك العقوبة البسيطة واسمحوا لي ان اقول انها مشجعة. ففي أمريكا مثلاً اذا تسبب طبيب في وفاة شخص نتيجة لخطأ طبي متعمد او غير متعمد او اهمال واضح قد تصل العقوبة الى ملايين الدولارات. اما هنا وللاسف فإن اعلى عقوبة يمكن ان يعاقب بها هي الدية والتي تساوي في بعض الاحيان بالنسبة لبعض الاطباء نصف راتبه الشهري، تصوروا هذه أعلى عقوبة. ولنا في ذلك عبرة فيما نراه من عقوبة لبعض الاطباء واصحاب المستشفيات او المستوصفات كما يذكر في الصحف ولو نرجع الى مقدار العقوبات على شخص يمارس الطب وليس عنده شهادة وقد كسب الملايين او شخص يفتح مستوصفاً او مستشفى بدون ترخيص ويسمح بعمل اطباء غير مؤهلين وغير مرخصين او يستخدم ادوية ممنوعة وربما قتلت الكثير فما هي العقوبة؟ انني أخجل من ذكرها واعتبرها تشجيعاً ومكافآت له اذا كان هذا الشخص عادياً، أما اذا كان ذا علاقة او واسطة فإن الامر اقل بكثير الى درجة انعدام تلك العقوبة المخجلة فهل صارت حياة الناس رخيصة! فأين ضمير الطبيب والمسؤولين والذين يحكمون في القضايا الكبيرة مثل الاهمال الواضح في موت انسان. أليس في الاسلام ان القتل شبه العمد (ولماذا لا يعتبر هذا عمداً) يمكن مضاعفة العقوبة لمئات المرات حسب ما يراه القاضي فإن مضاعفة العقوبة بالاضافة الى السجن لمدة طويلة وشطب اسم الطبيب من العمل نهائياً سيحد كثيراً حتى من مجرد التفكير في الاهمال ويبذل ما في وسعه لتفادي الاخطاء والعمل بكل امانة حتى ولو خوفاً من العقوبة اذا لم يكن لديه ضمير او دين. ذكرت ذلك لما رأيته بأم عيني وسمعته وخاصة في مستشفيات كبيرة ومتخصصة مع الأسف ومعظمها يدفن الامر في تلك المؤسسة والله المستعان. الشيء الأخير الذي حبذا لو يعمل به هو تشريح الجثة ومعرفة السبب وخاصة لبعض الاشخاص الذين يشك في وفاتهم فجأة او خلال العملية او اية شكوى من الاهل فهل يتم ذلك ولم لا.