جرب مرة أن تذهب في مشوار صغير مع زوجتك في أي ناحية من نواحي مدينتك، وليكن الوقت مقاربا لإحدى الصلاتين: المغرب أو العشاء، وحين حضور وقت الصلاة، فإنه من السهولة بمكان أن تذهب كرجل إلى أقرب مسجد وتتوضأ وتصلي في حين أن زوجتك لا تستطيع ذلك، بل يجب تحديد مسجد مسبق وفي مكان ربما يكون بعيدا عن طريق مشوارك لتقيم صلاتها فيه أو تضطر إلى الجلوس في السيارة حتى انتهائك من أداء صلاتك والبحث لها عن مسجد تفتح فيها مصليات النساء وهي قليلة في كل مدننا، بحيث إنه ربما لا يتعدى أربعة أو خمسة مساجد بالكثير في المدينة كلها على سعة مدننا الحديثة. أو تضطر المرأة إلى الصلاة على الأرصفة، وكم شاهدت ذلك كثيرا. لا أفهم سبب إقفال مصليات النساء في كل مساجدنا رغم أن الحديث يقول: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، وإذا كانت صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد فذلك إذا كانت قريبة من بيتها أما أن تكون بعيدة فإنه من المشقة أن تعود إلى بيتها لتصلي فيه، هذا إذا لم يخرج وقت الصلاة؛ خاصة إذا كان وقتها ضيقا كصلاة المغرب. وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حريصة على توفير مصليات الرجال، لكنها ليست حريصة على مصليات النساء، (قد يكون هناك خطة ونحن لا نعرفها، لكن هذا ما يبدو من الملاحظة المباشرة)، فأن تخصص أعدادا قليلة من المساجد تفتح فيها مصليات النساء في مدننا، فذلك ليس من التسهيل، بل من المشقة، فالزمن تغير، والحرص على راحة المصلين هي مهمة الشؤون الإسلامية، فلماذا لا تفتح تلك المصليات لنسائنا؟. يمكن أن نتجاوز عن إقفال مساجد الأحياء الداخلية، لكن على الأقل تفتح في الشوارع العامة التي نسيمها الثلاثين وما فوقها، كونها شوارع دائما ما تكون مأهولة بالناس والسيارات، مع تفعيل دور حارس المسجد الذي لم يعد له دور يذكر إذا كان هناك خشية من تجاوزات من هنا أو هناك غير أوقات الصلوات.