سعود بن محمد الثنيان - الشرق السعودية بأمر ملكي كريم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالعفو عن الواعظ الدكتور يوسف الأحمد، بعد الحكم بسجنه خمس سنوات في قضية المساس بالنظام وإثارة الفتنة، وإن حاول بعض مريديه أو غيرهم التقليل من العفو الملكي الكريم، الذي هو شيمة القوي الحليم عبدالله بن عبدالعزيز. تعرض المذكور لعدد كبير من رجال الدولة وقطاعاتها من خلال تصوير مقاطع بثت على موقع اليوتيوب، كان يدعي فيها النصيحة ووحدة الصف، ولكن لأول مرة أسمع عن نصيحة لملك البلاد تكون أمام الملايين من الناس. أرجو أن تكون الفترة الماضية قد أعطت للدكتور يوسف مساحة من التفكير في طروحاته وأثرها على البلاد والعباد وما كانت تسبب فيه من تهييج للناس وإثارة للفتنة و»الشوشرة» في المحافل الأدبية كمعرض الكتاب، والتشكيك في رجال الدولة المخلصين واتهام مشروع الابتعاث بالتغريب، وغيرها من الأفكار الغريبة التي كان يتحدث بها بين الحين والآخر، وليس بآخرها هدم المسجد الحرام وبناء طوابق للرجال والنساء!. يقول الدكتور الأحمد بعد خروجه من منزله في مقطع نشر على موقع اليوتيوب (ليس في نفسي عليهم شيء وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى وأنا عفوت عن كل من ظلمني...)! والحقيقة أن الدكتور يوسف هو من ظلم نفسه بالتهجم على بعض مسؤولي الدولة، والتشهير بهم في موقع اليوتيوب، ومنهم أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، ووزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير العمل عادل فقيه، ورئيس الديوان الملكي الأستاذ خالد التويجري، الذي اتصل شخصياً بأخيك يا دكتور يبشره بصدور أمر المليك بالعفو عنك، تلك هي مكارم الأخلاق. كل من ذكرت وغيرهم ممن نسيت ممن طالهم ظلمك وتشهيرك واتهاماتك الباطلة المضللة المثيرة للفتنة، هؤلاء هم أولى باعتذارك وطلب التسامح منهم بسبب ما طالهم منك من أذى، بدلاً من ادعائك بأنك ظلمت وأنك عفوت عن من ظلمك. نحن الآن في أمس الحاجة للتكاتف وبناء الصف والتوحد خلف قيادة البلاد ملكنا الغالي وولي العهد الأمين، فالأحداث الإقليمية حولنا تحتاج منا إلى الوعي وتجنيب الهوى، والابتعاد عن كل ما يمس وطننا. نرجو من الدكتور الأحمد أن يراجع نفسه ويترك التحريض غير المبرر على المسؤولين وقطاعات الدولة، بالإضافة لتجمعاته مع أنصاره ومريديه تحت ذريعة الاحتساب وكأن الاحتساب غائب عن الدولة، أو لا يكون إلا في عشرات الرجال المنظمين الذين يأتون سوياً للشوشرة والبلبلة وقد كانت محافل متعددة شاهداً عليهم. وأخيراً أذكّر الدكتور الأحمد بما قاله الله عز وجل في كتابه العزيز: «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».