الديمقراطية تضجُّ بها ألسن المفهومين والحالمين وكثير من الأنقياء ويزايد عليها ويقرع طبولها الملوثون أيضا. وتحولت إلى عقائد وأديان ومشارب وأهواء، لكنها ليست سدرة المنتهى، إذ يحولها الملوثون إلى «كوابيس» وعذابات يترع بها التاريخ، بدلاً من أن تكون منّاً وسلوى. باسم الديمقراطية، قتلت إسرائيل من الناس أكثر مما التهمت حرائق نيرون ومما أكلت سيوف هولاكو الفتاكة الغادرة. ونهبت إسرائيل بلداً كاملاً واختطفت تاريخاً وزورته، بمساعدة الديمقراطيين أنفسهم والمتباكين على حقوق الإنسان. ويوم أمس شنت اسرائيل هجوماً، لا يمكن وصفه إلا أنه عدوان «انتخابي ديمقراطي»، كي يحتفظ الليكود ببطولاته ويقول انه حامي «الديمقراطيين» الإسرائيليين. وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، انتهازي متهور، ولا يتوانى عن ارتكاب أية حماقات، حتى إنه يثير اشمئزاز الرؤساء الامريكيين، وله وصلات من الجفاء مع الرئيسين الأمريكيين الديمقراطيين بيل كلينتون وباراك أوباما، وحتى بوش الإبن الجمهوري المتطرف المتهور، لم يطق نتنياهو وفظاظته. باسم الديمقراطية، قتلت إسرائيل من الناس أكثر مما التهمت حرائق نيرون ومما أكلت سيوف هولاكو الفتاكة الغادرة. ونهبت إسرائيل بلداً كاملاً واختطفت تاريخاً وزورته، بمساعدة الديمقراطيين أنفسهم والمتباكين على حقوق الإنسان. ويوم أمس شنت اسرائيل هجوماً، لا يمكن وصفه إلا أنه عدوان «انتخابي ديمقراطي»إسرائيل أعرق ديمقراطية عدوانية في التاريخ، ولكن أيضاً يمكننا تجاهل التحرش الغبي والاستفزاز الساذج الذي تمارسه بعض فصائل الأجندات الخاصة في غزة، لدعوة إسرائيل لشن عدوان، حتى إن رئيس وزراء إسرائيل حينما يفكر ببطولات أو حينما تتبدد أعذاره، ينتظر دعوة من هذه الفصائل في الوقت المناسب لشن عدوان ولخبطة الأوراق. والدعوات مستمرة من أناس يعملون تحت ولا نعرف من حرضهم على توجيه الدعوات، بمناسبات مريبة. وقد شهدت منظرين متطابقين، كان، في أيام ما قبل الملوثات، يصعب على المرء أن يتصورهما متطابقين في صورة واحدة هي «بيوت مدمرة وأمهات يصرخن ودماء اطفال وموتى وهلع» المنظر الأول في غزة، وحيث لا نتوقع من إسرائيل إلا أن تفعل هذا، وإلا فلماذا هي عدو للفلسطينيين؟، والأخرى في دمشق، حيث الآن يرتكب «المقاومون» كل ما يمكن أن تفعله إسرائيل بالسوريين، ويضيفون من عندهم اختراعات عدوانية أكثر شراسة وقسوة تحت عنوان المقاومة. ومن المتطابقات أيضا أن الصورة، الهمجية المروعة، تخلقت في غزةودمشق نفس الوقت. وكيف يحدث هذا التطابق، إن لم تكن اللواعج متطابقة وتهندس هذا الكم المتطرف من الكره، حتى إنه لم يعد غريباً أن تتداعى الأصوات المتألمة إلى وقف «الهجمة العدوانية» على غزة وإلى وقف «الهجمة العدوانية» على دمشق. وليس غريباً أن تدعو ثكلى، مضرجة بدماء أطفالها في دمشق، على «المقاوم» بشار بالموت والهلاك وأخرى في غزة تدعو على نتنياهو الديمقراطي بالشوي في نار جهنم. * وتر لهذه التي تحمل بيديها أشلاء طفل ويد زوج.. وقلباً معذباً بالموجعات.. يا أيقونة الألم.. هل هو دمعك.. أم أنين الراحلين..؟ أو أحزان المآتم.. إذ يتحول الثرى إلى دم.. وإذ الحقول البهية تهجر ألقها الفتان وتضج بالنوائح..