حينما نتعرف على جغرافية اليابان نجدها جبلية فقيرة من الموارد الطبيعية مكونة من جزر متناثرة في المحيط الهادي تتعرض دائما للزلازل الخطيرة وآخرها الزلزال المدمر الذي ضرب طوكيو والمناطق الوسطى والشمالية والشرقية من اليابان مصحوبا بتسونامي المروع الذي شرد السكان وحطم اكبر مفاعل نووي فيها في 11 مارس 2011م . وحينما حدثت هذه الكارثة ساد الأعتقاد بان اليابان انهارت اقتصاديا لكن الانسان الياباني العملاق الذي لا يعرف الاتكالية ولا يتسرب اليأس الى نفسه لايمانه الراسخ بهدفه العظيم وهو السعي لتحقيق عظمة اليابان وتقدمها مهما كلفه ذلك من تضحيات نهض من جديد يعمل بكل طاقاته العقلية والوجدانية والنفسية والجسمية مثل ما حدث بعد تعرض اليابان للهزيمة عقب ضربها بالقنبلة الذرية في نجازاكي وهيروشيما في الحرب العالمية الثانية فنهض العملاق الياباني يفكر يخطط ويعمل ليلا ونهارا ليبني اليابان الجديد بارادة وعزيمة لا تعرف اليأس ومضى ليحقق التقدم والعزة لوطنه .. ولنتأمل الانسان الياباني الذي سجل اكثر من ستة واربعين الف طلب براءة اختراع بقائمة البراءات بالمكتب الأوروبي لسنة 2011م. لنتأمل الانسان الياباني الذي سجل اكثر من ستة واربعين الف طلب براءة اختراع بقائمة البراءات بالمكتب الأوروبي لسنة 2011م لتحتل اليابان المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية بينما عشرون دولة عربية لم تسجل سوى دولة عربية واحدة مائتي براءة اختراع للمملكة العربية السعودية واسرائيل الدولة المحتلة لفلسطين سجلت سبعة عشر الف براءة اختراع لتحتل اليابان المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية بينما عشرون دولة عربية لم تسجل سوى دولة عربية واحدة مائتي براءة اختراع للمملكة العربية السعودية واسرائيل الدولة المحتلة لفلسطين سجلت سبعة عشر الف براءة اختراع ولذا فلا غرابة ان صارت اليابان ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم . رغم انها تستورد كل المواد الخام كالنفط والحديد والأخشاب وغيرها من البلدان الأخرى لكنها توظف طاقات الانسان فيها فتحولها الى منتجات ذات جودة فائقة وبمواصفات منافسة من السيارات والبواخر والأجهزة المتقدمة تقنيا والكترونيا حتى انه لا يخلو بيت منها في العالم . تساءلت مقارنا بينها وبين الدول العربية من خليجها الى محيطها الغنية بمواردها الطبيعية الهائلة والمتنوعة وبمواردها البشرية التي تتجاوز ثلاثمائة مليون نسمة ومقارنا بين الانسان الياباني والانسان العربي مهما كان موقعه ومتسائلا ماذا قدم هذا الانسان العربي لوطنه ؟! ، ومتى ينهض الانسان العربي من سباته ومتى يدرك المسئولية وينبذ الاتكالية ومتى ينطلق في رحاب العلم والبحث العلمي ومتى يتخلى عن الغوغائية الكلامية ؟