هل كانت انتخابات غرفة تجارة وصناعة الرياض حرة ونزيهة؟! نعم ولا، نعم بالمفهوم النظامي، ولا بالمفهوم الأخلاقي، فإذا كانت صناديق الاقتراع قد حملت العديد من المرشحين إلى الفوز بكل جدارة واقتدار، فإن بعض الفائزين حملوا على أزناد مرشحين آخرين من فئة الصناع ضمنوا فوزهم بالتزكية، فجيروا أصواتهم لمرشحين من فئة التجار، ما أخل بتكافؤ فرص المنافسة! فمن اللافت أن يحصل أعضاء فائزين بالتزكية من فئة الصناع بين 3 أصوات و 19 صوتا فقط، بينما يحصل أقل مرشح احتياطي في فئة التجار على 14 صوتا، وكنت سأعزو الأمر لضمان فوزهم وعدم الحاجة لاستنفار ناخبيهم للتصويت، لكن الحقيقة أن بعض مرشحي فئة الصناع الفائزين بالتزكية خاضوا حملاتهم الانتخابية بالفعل حتى اللحظة الأخيرة، وكانوا أكثر نشاطا وتواجدا في يوم التصويت من بعض المتنافسين! لقد كان واضحا أن هناك سعيا لتشكيل كتلة موالية لبعض المرشحين المتنافسين على كرسي الرئاسة، وهذا برأيي أدى لتدخل بعض الصناع لترجيح كفة بعض الفائزين من التجار دون غيرهم، ولو كان الصناع اضطروا لخوض الانتخابات، بدلا من الفوز بالتزكية، لاختلفت تماما قواعد اللعبة الانتخابية، ولما فاز نصف الأعضاء التجار في المجلس الجديد بمقاعدهم! لقد كشفت الانتخابات الأخيرة عن ثغرة أخلت بعدالة وتكافؤ فرص التنافس، وحرمت العديد من المرشحين الأكفاء من الحصول على فرصة عادلة للفوز بعضوية الغرفة، وما لم يتم سد هذه الثغرة، ستبقى الغرفة التجارية محمية خاصة تتنافس على تحديد حدودها تكتلات المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة!