سعود بن محمد الثنيان - الشرق السعودية خلال العقد الأخير ارتفعت وتيرة النعرات الطائفية، والقبلية، والمناطقية، في المملكة بشكل كبير وملحوظ، وقد ساهمت أحداث إقليمية كاحتلال العراق، في إثارة الوضع الطائفي داخل المملكة، من خلال متطرفين من السنة والشيعة، وأصبح الاحتقان الطائفي سمة ملحوظة في العلاقة بين السنة والشيعة نتيجة لإثارتها وتأجيجها من قبل المتطرفين، وليست ببعيدة عنها إثارة النعرات القبلية التي تضاعفت من خلال بعض الفعاليات ك «شاعر المليون»، ودخلت حتى في القصاص حين يحكم على ابن إحدى القبائل تتم إثارة النعرة في القبيلة للتبرع بعشرات الملايين لكي ينقذ ابنهم من القصاص خوفاً من شماتة أبناء القبائل الأخرى، أما المناطقية فهي تعود لسنوات طويلة وهي متجددة بشكل مستمر. سن قانون لمحاربة إثارة النعرات الطائفية، والقبلية، والمناطقية، هو أمر في غاية الأهمية، في ظل التوترات الإقليمية والمحلية التي قد تدفع الوضع للانفجار لا سمح الله، مثلما حصل في العراق حين أصبح الذبح والقتل والتفجير على الطائفة، ولم تراع حرمة الدماء والمساجد والمستشفيات، وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال من السنة والشيعة لا لذنب اقترفوه، لكن لتحريض مذهبي مورس من قبل شيوخ ووعاظ الطائفتين، الذين ما زالوا حتى الآن يعتلون المنابر. إثارة النعرات بين السنة والشيعة داخل المملكة عمل على تأجيجها متطرفون متخلفون من الطرفين، وهم يجهلون العواقب الوخيمة المترتبة على أعمالهم. أقترح أن يكون نص القانون المجرِّم لإثارة النعرات الطائفية والقبلية والمناطقية هو (يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، كل من يعمل على تأجيج وإثارة الفتنة الطائفية، أو القبلية، أو المناطقية، بأي شكل من الأشكال، سواء عن طريق وسائل الإعلام، أو شبكة الإنترنت، أو اللقاءات العامة أو الخاصة، ويغرم بغرامة مالية لا تقل عن ثلاثة ملايين ريال سعودي). لو شاء الله لمشروع قانون شبيه بهذا وتم تطبيق العقوبة على بضعة أشخاص سنجد تراجعاً كبيراً في معدل إثارة الطائفية والقبلية والمناطقية في المملكة، لأن النتيجة لبضع كلمات تقال في وسائل الإعلام أو شبكة الإنترنت هي سنوات طويلة داخل السجن بالإضافة لغرامة مالية كبيرة، كما يجب منع القنوات التي تعمل على إثارة الطائفية، من العمل وإيقافها وتشديد العقوبات على كل من ينشئ وسيلة إعلامية لغرض إثارة الفتنة، نحن في وقت عصيب وتحيط بنا التوترات الإقليمية من العراق لسوريا لليمن، وعملية تفكيك الصف الداخلي من خلال النعرات القبلية، والمناطقية، والطائفية، ستكون نتيجتها وخيمة على الوطن ومواطنيه بشكل عام، بمختلف طوائفهم، وقبائلهم، ومناطقهم، وتكريس المواطنة يجب أن يكون من داخل المناهج الدراسية، من خلال زرع الوطنية منذ الصفوف الابتدائية ونبذ التطرف والطائفية والقبلية والمناطقية.