بالطبع توقعت ردود فعل غاضبة.. ولكني حقيقة لم أتوقع هذا الكم من الغضب غير الأخلاقي، لن أعلق كثيراً على الرسائل التي فاق عددها 800 إيميل حتى كتابة هذا المقال. ولكن يؤسفني جداً أن البعض أو بالأصح الغالبية قرأت فقط الفقرة الأولى أو الأسطر الأربعة التي في المقدمة، وأغفلت عمّا ذكرته في ثنايا المقال، وما عنيته فعلاً بين السطور. يؤسفني أن أتسلم حتى اللحظة 800 رسالة بريدية من أمل الغد.. وحلم المستقبل مِنْ (مَنْ) ننتظرهم ونعَوّل عليهم في إحداث التغيير الذي ننشده وتنشده الدولة. يؤسفني أن أتسلم سبع رسائل فقط من أشخاص محترمين، أمثال الأساتذة محمد السالم وأكرم جمل الليل وفهد الغامدي وراكان النتيفي وبدر العامودي وعبدالرحمن الدوسري، وهؤلاء لم يتفقوا مع مقالي، وبعضهم اتفق مع بعض الجزئيات فقط التي بين السطور، ولكنهم اختلفوا برقي جم وأدب واضح، وأوضحوا وجهة نظرهم، وهو حق مكفول لهم بالطبع ولكن بأخلاق عالية. ماذا يعني 7 من أصل 800، ألا يعني أن 99 في المئة منهم حصلوا على حقهم في الابتعاث، لينالوا علماً (ولم يستفيدوا) منه، فبعد قراءتهم لمقالي انهالوا على شخصي بالقذف والشتم والتهديد وغيره، وأترفع عن ذكر ما قرأته وما وصلني منهم، على رغم أني سأحتفظ بها جميعها حتى حين، لغرض ما في نفسي. أقل من 1 في المئة من عدد من راسلوني اختلفوا معي بصورة حضارية، وهؤلاء فقط من أعوّل عليهم ليكونوا هم (فقط) أمل الغد. بعضهم شتم، ثم ختم رسالته بآية كريمة واللهم إني صائم، بعد أن دعا على يدي بالشلل... وبعضهم دعا عليّ بالشلل الكامل، على رغم أنهم أدخلوني في حيرة، فهم لم يحددوا هل يرغبون به شللاً عادياً أم شللاً رعاشياً... وهل يقصدون نصف جسدي أم كله! بعيداً عن الرسائل التي أحزنتني، لأني رأيت المستوى الذي كنت أخشى مشاهدته أو معرفته أو حتى التيقن منه. سأكون سعيدة بالطبع لو زادت المكافآت، لأني لا أصرفها من جيبي الخاص كما ذكر لي أحدهم ضمن رسالته المضحكة. شعرت كثيراً أني وزارة التعليم العالي، وأن قرار الزيادة فوق مكتبي، فهل الوزارة منتظرة رأي العبدة لله، ليحرموكم من الزيادة المرتقبة؟ هي وجهة نظر عرضتها، من يوافق عليها فهو حر، ومن يختلف فهو أيضاً حر، وله جُلّ الاحترام، ما بالنا نختلف بهذه الطريقة القذرة؟ تحدثت عن الحياة الطبيعية البسيطة التي تكسبنا مهارات نفتقدها، واليوم أقولها وبكل يقين وبكل صراحة كانت أحلامي متواضعة جداً، عندما ركّزت فقط على المهارات! نحتاج أكثر من المهارات، نحتاج أن نختلف بأدب، وأن نتحاور برقي، ينبغي أن نتعلم ذلك بكل أمانة. أختم بكلمات جميلة قرأتها للداعية طارق السويدان «ضعيف الحجة لا يناقش الأفكار والآراء، بل يطعن في شخص صاحب الفكرة، وهي طريقة معروفة في علم مقاومة التغيير».