كان حافظ إبراهيم جالساً وحده على كرسي في حديقة، وأقبل صديقه عبدالعزيز البشري - وكلاهما ظريفان - فلما وصل قال: حافظ؟ والله من بعيد حسبتك امرأة! فأجاب حافظ: كلانا نظره ضعيف وأنا من بعيد حسبتك رجلاً! بينما كان ونستون تشرشل منهكماً في إلقاء خطبة أثناء حملته الانتخابية قاطعته سيدة وهي تصرخ غاضبة: - والله لو كنت زوجي لوضعت لك السم في القهوة.. فأجاب فوراً: - لو كنت زوجك لشربت السم فوراً..! وأول ما ظهر ذكاء القاضي إياس أنه - وهو غلام - خاصم شيخاً كبيراً وأخذ يرفع صوته فقال له القاضي: أسكت يا غلام فما أراك تستطيع قول الحق في مجلسي هذا، فرد إياس: لا إله إلا الله، حق هذا أم باطل؟ فذهل القاضي وقال: حق.. حق! وبعد أن أصبح أياس قاضياً يضرب المثل بذكائه ، قال: ما غلبني إلا رجل جاء يشهد لآخر بملكية مزرعة نخل، فسألته: وما عدد النخل في المزرعة؟ فقال: لا أعلم عدده بالضبط، فقلت: وكيف تشهد إذن؟ فقال: أصلح الله القاضي، كم لك تقضي في هذا المجلس؟ قلت عشرين سنة، فرفع رأسه إلى خشب السقف وقال: فكم عدد الخشب في هذا المجلس؟! قلت: لا أعلم.. وأجزت شهادته! ضم مجلس سفيان الثوري عدداً كبيراً من العلماء وطلبة العلم فبكى وقال: بعد مجالستي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالستهم إياك بعد رسول الله أعظم من مصيبتك، فنظر له سفيان وقال: يا غلام سيحتاجتك السلطان! في محفل ثقافي قال كاتب لبرنارد شو: أنا أفضل منك فأنت تكتب من أجل المال وأنا أكتب من أجل الشرف، فرد برنارد شو: كلٌ يبحث عما ينقصه! جلس شيخ مسن بين شابين فأرادا العبث معه، قالا: يا شيخ هل أنت جاهل أم أحمق؟ فقال: بينهما!.. قُدِّم للحجاج عدد من الخوارج فقال: أضربوا أعناقهم إلاّ من شهد على نفسه أنه منافق فكان أكثرهم لا يشهد فيقتل، وجاء الدور على شيخ طويل اللحية فقال الحجاج: هذا الشيخ لا يمكن أن يشهد على نفسه بالنفاق! فرد: أعن نفسي تخادعني يا حجاج! أنا رأس المنافقين! فضحك وتركه. قال رجل لابن شبرمة: من عندنا خرج العلم إليكم، فقال: نعم ولم يرجع إليكم! والجواب المسكت يأتي رداً على خطأ أو تعدٍّ في القول، والبادئ أظلم!