«شو» هي ليست حذاء بالإنجليزي أو استفسارا باللبناني بل هي لقب الأستاذ العبقري الدكتور السير جوج برنارد شو. عاش جورج برنارد شو حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنيا لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي في رأيه تمنح أحيانا لمن لا يستحقها، وكانت حياته نضالا ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفا رئيسيا لكل ما يكتبه وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضعف والجهل والمرض والقمع والنفاق. وكما جاء في الحديث: «كاد الحسد أن يغلب القدر وكاد الفقر أن يكون كفرا»، عن أنس بن مالك المصدر: ميزان الاعتدال، والله أعلم. الفرق بين الفقر والغنى هو أن الغنى قيمة حيادية، تتحدد قيمته بحسب كسبه وبحسب إنفاقه ويظهر ذلك جليا للمؤلف جورج برنارد شو في مسرحيته (الرائد باربرا) التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية كما كان يراها. عندما غادر إلى لندن بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه الأمر الذي كان له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته. بدأت مسيرة شو الأدبية في لندن حيث كتب روايات عن الفقر لم تلق نجاحا كبيرا من ضمنها (عدم النضج) و(العقدة اللاعقلانية) و(الحب بين الفنانين). كانت أعماله تحتوي على جرعة كوميديا، لكن تقريبا كلها تحمل رسائل اتهامات عن الرأسمالية والفقر أمل برنارد شو أن يحتضنها جمهوره. ومن أشهر سخريات جورج برنارد شو عن الفقر كانت أمام السير ونستن تشيرتشل رئيس وزراء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية. في ذلك المؤتمر الصحفي في حفل انتهاء الحرب وفوز بريطانيا بحضور كل من ونستن وجورج وحيث ونستن كان بدينا وجورج نحيلا في منظرهما وكان الاثنان يتبادلان السخرية من بعضهما، جاء قول ونستن لجورج: يا جورج من ينظر لك يعتقد أن العالم في كارثة مجاعة، فورا جاء رد جورج لونستن: يا ونستن من يراك يعرف سبب الكارثة. وجرعة كوميديا أخرى لجورج كانت في حفل توزيع جائزة الأوسكار للأفلام السينمائية وقفت الممثلة الشهيرة مارلين مونرو وأرادت السخرية من جورج أمام أشهر نجوم هوليوود فقالت لجورج: يا جورج لو كنت زوجتك لوضعت السم في قهوتك فجاء الرد القاسي لأجمل نجوم هوليوود آنذك من جورج لمارلين: يا مارلين لو كنت زوجتي لشربت القهوة. ومن أشهر تصريحات هذا العبقري قوله: «قرأت حياة رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) جيدا مرات ومرات، فلم أجد فيها إلا الخلق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هو سبيل العالم، وقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا، يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوروبا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها». ومن أهم نضاله ضد الفقر أن يكون الأول والوحيد الذي يرفض قبول جائزة نوبل للأدب، مقدارها مليون دولار، حين قدمت له وقال: إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد في حاجة له، قدموه للفقراء ليس لي. للتواصل: فاكس 6079343 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة