شاعت في الفترة الأخيرة بين الطوائف الإسلامية ظاهرة سب الصحابة والرموز الدينية والسياسية، وأدى الهجوم إلى هجوم مضاد وتصاعدت وتيرته حتى وصلت إلى درجة لا يمكن القبول بها أو الصبر عليها مثل هجوم سيئ الذكر ياسر الحبيب من لندن على الصحابة، كما امتد ذلك إلى الهجوم الشخصي على رموز الأمة في محاولة لإغاظة الطرف الآخر، وهذه الأمور استشرت مع ظهور عدد كبير من القنوات والمواقع الإلكترونية واليوتيوب وعدم رشد بعض المتعاملين مع الشبكات الاجتماعية، وشارك فيها كثير من الناس بمختلف فئاتهم وطبقاتهم وطوائفهم حمية ونصرة أو اندفاعاً وجهلاً كما شارك فيها بعض الأعلام المشهورين من باب الشعور الصادق أو كسباً للجماهيرية وانزلقوا فيما انزلق فيه العوام، وتداعى العقلاء في الأمة إلى التهدئة ومحاسبة الغلاة والمتعصبين ومحاسبة المتجاوزين وإيقافهم، ولكنها لا تتجاوز في معظمها مقطعاً في خطبة أو تصريحاً في وسيلة إعلامية أو بياناً ضمن مجموعة أو كلمة صادقة أمام طلاب العلم ولا تتجاوز ذلك، وليس لدى كثير من الحكومات قوانين وتشريعات تنظم حدودها وتضبط مسائلها.هناك رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة علماء المسلمين تضم مختلف الطوائف وتأسست لتوحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم من خلال جمع طاقات الدول والعلماء وتقديم حلول للقضايا المعاصرة، ولكنها سكتت عن هذه القضية التي بثت الفرقة وفرقت الكلمة وزرعت العداء والتعصب في الأمة الإسلامية، وكان الأولى أن تضع تشريعات وتسن قوانين لمحاسبة المتجاوزين وفق الآية القرآنية (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) لأن النهي إذا كان في آلهة المشركين فهو في رموز المسلمين أولى وأوجب، وحديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- في صحيح البخاري «لاتسبوا أصحابي» وتكون ضوابطهم واضحة تفرق بين سب الرموز الدينية وبين مناقشة أفكارهم وأفعالهم الراجعة إلى الاجتهاد البشري لا القدسي، ثم تعرض هذه التوصيات على مؤتمر القمة الإسلامية لتكون مرجعية لمحاسبة المتطاولين من المسلمين وغيرهم من منطلق احترام مشاعر المسلمين باحترام رموزهم وليس من منطلق الاضطهاد الفكري الذي يحجر مناقشة اجتهاداتهم القولية والفعلية وفق آداب الإسلام.