طلب منشد وممثل 333 ريالا، مقابل الدقيقة الواحدة للمشاركة في مهرجان صيفي خيري..! ويتندر عليه بعض الشباب بأن زيادة المبلغ 14 ريالا كفيلة بإحضار اللاعب الشهير "ميسي" الذي يلعب مقابل 347 ريالا في الدقيقة! بعض الفنانين أصبح تاجراً أكثر من كونه فنانا يحمل رسالة يتبجح بها في كل وسيلة إعلامية، وباعتباره مصلحاً اجتماعياً ينتقد الظواهر السلبية، له أن يتقبل النقد بحكم أننا نمارس انتقاد السلبيات كما يفعل، وليس عمله هذا إلا ظاهرة سلبية تعني استغلال الأعمال الخيرية التي المهرجانات إحدى فروعها. وعلى سيرة المهرجانات السياحية.. المدن مشغولة هذا الأيام بالتنافس لجذب الزوار واستغلال أوقات أهلها بالمفيد، بعضها أطلقت فعالياتها وبعضها ينتظر.. وكل سنة نترقب المهرجانات السياحية التي تحول بعضها المدن غير السياحية إلى وجهة للزوار والمسافرين.. وبعضها إساءة للمدن وهدر للمال؛ وذلك يعود إلى نوعية ما يقدم من برامج وفعاليات والأسلوب الذي تقدم به. سكان المدن يريدون ما يمنعهم من السفر وإلا فلن يحضروا، والمسافرون يريدون ما يجذبهم للمدينة وإلا فلن يزوروها ثانيةً، وكل من يعمل في المهرجانات مجتهدون يحتاجون الدعم ليعملوا، والتقدير ليواصلوا العمل، والتوجيه ليقدموا الجميل، والانتقاد ليتلافوا الأخطاء.. لكنهم لا يجدون إلا الانتقاد فقط! بعض المدن أصبحت مدرسة في فن إقامة المهرجانات والفعاليات، وتمتلئ أيام السنة فيها بالفعاليات والأنشطة المميزة، والقصيم تتربع على رأس الهرم، فبجهود أبنائها ودعم مسؤوليها ورجال أعمالها أصبحت مدنها تتنافس على التفرد والتميز، حتى أصبحت وجهة للمسافرين في كل الإجازات الطويلة والقصيرة دون التفكير بطبيعة الطقس فيها. ميزة مهرجانات القصيم أنها تكشف عن إبداعٍ في الإعلان وإتقان في اختيار وتنفيذ الفعاليات وتحديد وقتها، ومشاركة كبارها، حتى إنك تجد أمير المنطقة ونائبه أول الحاضرين في المهرجانات، وكثرة ترددهما على تلك الفعاليات دعم لها وتشجيع للعاملين فيها. كل المدن تمتلك شباباً فاعلين يحملون أفكاراً نيرة.. يحتاجون مسؤولين يقدمونهم ورجال أعمال يدعمونهم وسيبهرون. انتقدت إدارة أحد المهرجانات رجال الأعمال بعدما خاطبت 150 مؤسسة تجارية في المدينة ولم تجد جواباً من أحد، وكأن المدينة لا يوجد فيها رجال أعمال.