الاجتهادات الفردية لا تقدم منتجاً يملأ الفراغ ويسوق الإمكانات..ويحترمه الجمهور تسعى هيئة السياحة جاهدة إلى خلق فكر محلي يرتقي بالسياحة الوطنية؛ لتكون صناعة ذات برامج جاذبة ومشجعة، وأحد مصادر الدخل الهامة في البلد؛ لأن المملكة تمتلك الكثير من المقومات والأماكن السياحية والتاريخية والطبيعية، التي لو استغلت بالشكل السليم فستكون مواقع هامة على خارطة السياحة العالمية، وستحظى بإقبال كبير من مختلف الشعوب على زيارتها، والتمتع بما توفر لها من أماكن سياحية، سواء مناطق تاريخية ك"مدائن صالح"، أو "شواطئ بحرية" على امتداد ساحليها الغربي والشرقي، أو "مناطق رملية" غارقة في المجهول، سواء في "الربع الخالي" أو "النفود" أو "الدهناء"، كما أن المملكة تضم "مناطق جبلية" ذات طقس جميل وغابات طبيعية في الجنوب، كل هذه المقومات لازالت حتى اليوم تفتقر لمن يبعث فيها الحياة، ويعرِّف العالم بها، لتحقيق النقلة المطلوبة للسياحة المحلية من مجرد اجتهادات فردية إلى خطط جماعية، وذلك من قبل مؤسسات قادرة على إحداث الفرق وتحويل الفكر والوعي العام من فكر غير مقتنع بالسياحة المحلية وغير متحمس لها، إلى وعي يجيد التعامل معها سواء من الداخل أو الخارج. د.خالد الحارثي وعلى الرغم من أن هناك محاولات لتشجيع السياحة المحلية، وإغراء المواطن بقضاء إجازته في وطنه وفي ربوع بلاده، إلاّ أن الكثير تجده قد شدَّ الرحال شرقاً أو غرباً بحثاً عن السياحة في الخارج، وربما كان للمواطن عذره في ذلك. وتتطلب "ديمومة" أي عمل واستمراره التخصص؛ لأن وجوده سيساهم في وضع تصورات للبرامج السياحية ليس على مدى فترة قصيرة، وإنما على المدى الطويل الذي يحقق التطوير لهذه البرامج والمهرجانات، فالملاحظ أنه لا وجود للخطط والتصورات، وكل ما يجري هو مبادرات من بعض الجهات الاستثمارية كل حسب إمكاناته وجهده وخبرته!. "الرياض" تطرح الموضوع وتناقش المختصين، فكان هذا التحقيق. م.خالد حسناوي تحديد الأسعار في البداية قال "م.علي مراد رضا": إن المهرجانات وفعاليات التنشيط السياحي التي تتم في بعض المدن تأتي في الكثير من الأحيان بطريقة أقرب إلى "الارتجال"، بل إن معظم هذه المهرجانات تهدف إلى الكسب المادي، ولهذا تجد مبالغة كبيرة في رسومها، مضيفاً أن معظمها مكرر وموجهة إلى فئة عمرية محددة، والمفروض أن تكون المهرجانات شاملة لكل أفراد الأسرة؛ لخلق جو من التفاعل، موضحاً أن العاملين في معظم المدن السياحية في المحافظات غير مؤهلين لكيفية التعامل مع الناس، مشيراً إلى أن وجود بعض "المحاذير" حدّت من تنوع الفعاليات والتوسع فيها، حيث إن بعض المنظمين يضعون أكثر من فعالية إلاّ أنها تُرفض من قبل الجهات المعنية، ليأتي المهرجان مهلهلاً وبلا طعم، مشدداً على أهمية أن نستفيد من المقومات السياحية في بلادنا ونوظفها بالشكل الذي يحقق الجذب، مع وضع أسعار للسكن في المناطق أثناء إجازة الصيف، مطالباً أن لا يترك تحديد الأسعار لأصحاب الشقق المفروشة؛ لأن الملاحظ أن السائح في فصل الصيف لو ذهب إلى أي منطقة فإنه سيجد أن قضاء عشرة أيام في شقق عادية يزيد عما يصرفه لو سافر إلى الخارج، وهذا يجعل الكثير من الناس لا يتحمس كثيراً إلى السياحة المحلية، ناصحاً بإعادة النظر في الكثير من الجوانب إذا أردنا أن تكون لدينا سياحة حقيقية. محمد العمري لا يوجد خطط وأكد "م.خالد حسناوي" -مهتم بالمجال السياحي- على أن ديمومة أي عمل واستمراره يتطلب التخصص؛ لأن وجوده سيساهم في وضع تصورات للبرامج السياحية ليس على مدى فترة قصيرة، وإنما على المدى الطويل الذي يحقق التطوير لهذه البرامج والمهرجانات، مضيفاً أن ما نلمسه الآن أن لا وجود للخطط والتصورات، وكل ما يجري هو مبادرات من بعض الجهات الاستثمارية كل حسب إمكاناته وجهده وخبرته، مبيناً أن تغير الإدارات والأشخاص يعيق وضع الخطط المطلوبة، كما أنه لا توجد دراسة واستبيانات للمهرجانات السابقة تحدد مدى رضا الناس عنها من عدمه وتقيمها من خلال الجمهور؛ لمعرفة السلبيات والإيجابيات لكل فعالية، ذاكراً أن الكثير من الناس عندما يقارنون بين السياحة الداخلية والخارجية يجدون في الأخيرة الكثير من التنوع الذي لا يوجد في الأولى، كما أن تكاليف السياحة في الخارج ربما تكون أرخص، مشيراً إلى أن السائح عندما يسافر يجد في كل موقع وفندق خرائط تدله على أهم المواقع السياحية. وليد العلومي تطور جيد وأوضح "وليد العلومي" -مدير الإنتاج الإعلامي بالعلاقات العامة في الخطوط السعودية- أن المملكة تحظى بتنوع سياحي كبير يناسب كل فصول العام، وهذا التنوع يجب أن يعطي فرصة كبيرة للمستثمرين في الدخول في المجال السياحي، مضيفاً أن المهرجانات لها دور كبير في تحقيق الجذب السياحي خاصةً في فترة الإجازات، والواقع أن اللجنة السياحية تعمل من أجل أن يكون للمهرجانات في جدة حضور مميز، وأن يكون لرجال الأعمال دور بارز في تبني أفكار خلاقة ومتجددة، لافتاً إلى أن الخطوط السعودية تساهم بشكل دائم في دعم المهرجانات السياحية، مبيناً أن المهرجانات السياحية شهدت في الفترة الأخيرة تطوراً جيداً وهذا ما نتوقعه في مهرجانات صيف هذا العام، وهذا سيساعد في دعم السياحة المحلية وتنميتها، خاصةً أن هيئة السياحة والآثار تعمل جاهدة على تطوير المهرجانات من خلال تنوعها، لتناسب جميع أفراد الأسرة، مع مراعاة أن تكون متناسبة مع عاداتنا وتقاليد المجتمع، ذاكراً أن اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية في جدة تعمل على تطوير مهرجانات المنطقة بالصورة التي تتناسب مع مميزات جدة وخاصة المهرجانات البحرية. محرك اقتصادي وقال "محمد العمري" -مدير تنفيذي لهيئة السياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة-: إن المهرجانات السياحية هي محرك اقتصادي مهم، ومسئولية تنظيم المهرجانات السياحية مناط بكل منطقة وفق إمكاناتها ومقوماتها السياحية، مضيفاً أن تنظيمها مناط بالقطاع الخاص ولجان التنمية السياحية في كل منطقة حسب ماتراه، موضحاً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص، بل إن الهيئة تأتي ببعض الخبراء والتجارب العالمية لتستفيد المناطق في تطوير مهرجاناتها، مشيراً إلى أن "مهرجان جدة غير" واجه في الأعوام الأولى لإقامته انتقادات من الجمهور، وقد شكلت له العام الماضي لجنة سياحية برئاسة الأمير عبد الله بن سعود، وكان غالبية أعضائها من القطاع الخاص بمشاركة القطاعات الحكومية ذات العلاقة، وقد ساهم ذلك في اعتماد فعاليات جديدة ومتنوعة شملت جميع أفراد الأسرة، وانعكس ذلك على نجاح المهرجان، متوقعاً أن يكون هذا العام الإستمرار في النجاح، خاصةً أنه تم خلال تلك الفترة هيكلة المهرجان ودعمه بالجديد، نافياً أن يكون هناك زيادة في أسعار دور الإيواء بشكل مبالغ فيه، موضحاً أن الزيادة في إيجار الفنادق والشقق المفروشة في موسم الصيف لا يمكن أن يتجاوز (50%) من السعر الرسمي المعتمد من الجهات المعنية، سواء كانت فندقاً أومنتجعاً سياحياً أو شاليه، أو شققاً مفروشة، ما عدا مكةالمكرمة والمدينة المنورة فإن الزيادة في المواسم تصل إلى (100%)، وهذا تنظيم عالمي في جميع الدول. عمل مؤسسي وأوضح "العمري" أن كل من يريد أن يعمل ولديه القدرة على تنظيم مهرجان سياحي يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا لا يمكن أن يرفض، بل إنه سيجد التشجيع والمؤازرة، ولكن البعض يحاول أن يبرر عجزه بالقول إن طلباته وفعالياته ترفض، وهذا غير صحيح، بل إن جميع الفعاليات التي ستقام خلال مهرجان هذا العام لم ترفض، ومن المقرر أن تصل لأكثر من (130) فعالية. وتحدث "د.خالد الحارثي" -مسؤول لجنة المهرجانات السياحية في غرفة جدة- حول تأخر التخطيط للمهرجانات وعدم التجاوب من بعض رجال الأعمال في هذا الجانب قائلاً: هذا صحيح، وهذا شيء نعاني منه في المهرجانات السياحية؛ والسبب في ذلك أن ثقافة المهرجانات في عالمنا الاقتصادي والسياحي في المملكة لم تنضج بعد، على الرغم من أن صناعة المهرجانات هي رافد اقتصادي مهم، وتساهم في توطين وتعزيز توظيف الشباب، مضيفاً أن الكثير من الدول تعتمد في دخلها على المهرجانات السياحية، مشيراً إلى أن لدى القطاع الخاص وبعض رجال الأعمال في المملكة الرغبة في الإرتقاء بالنشاط السياحي، لكن الإشكالية حول مؤسسة العمل السياحي، أي تحويله إلى مؤسسي، لذلك تجد الكثير من المهرجانات تبدأ بقرارات فردية، وأحياناً مخططها ارتجالي، لهذا تأتي مملة ومكررة ولا تحقق أي جذب سياحي. تفاؤل موجود وفيما إذا كان ذلك ينطبق على مهرجان صيف "جدة غير"، بيّن "د.الحارثي" أن مهرجان جدة مختلف، وله الكثير من المزايا التي تجعل التفاؤل بنجاحه موجود، ومنها الساحل البحري وبوابة للحرمين الشريفين وتنوع مراكز التسوق، مشيراً إلى أنهم أنهم توصلوا إلى أكثر من (142) فعالية متنوعة وشاملة لجميع الشرائح، وتشمل فعاليات رياضية وثقافية وترفيهية واجتماعية، وبالتالي حاولنا إرضاء وإشباع رغبات كل الشرائح، مضيفاً أنه فيما يخص الجديد هذا العام، سيكون هناك عدد من الفعاليات الكبرى وأهمها "نافورة" مع أضواء "الليزر" في كورنيش جدة الأوسط، وسيكون هناك ثمانية عروض مفتوحة لمن يريد، مشيراً إلى أنه تشتمل الفعاليات على "ألعاب بهلوانية" وبعض المسرحيات وعروض الكوميديا الارتجالية وألعاب نارية كل خميس في موقعين من مواقع المهرجان، إلى جانب برامج مسابقات وسحوبات على جوائز تزيد قيمتها عن (3) ملايين ريال.