مؤسف أيما أسف أن يتقدم العالم تقنيا ليوجد حلولاً لإنسان القرن الحادي والعشرين ونحن نبذل كافة السبل لأن نفرغها من مضمونها وأن نستخدمها في تصفية حساباتنا تلك التي عطلت التنمية، وأشغلت الانسان البسيط والتي كانت فيما مضى تتمثل في سجال فكري لا يتعدى تأثيرها تصيّد الزلات أو التنابز بالألقاب لتوسيع النفوذ الاجتماعي أو الثقافي. قضية حصة آل الشيخ تفتح الباب للتساؤل كيف استخدم السعوديون تويتر؟، هل استخدموه في تعزيز مواطن الإصلاح وكشف بواطن الفساد ، هل استخدموه في إطلاق مبادرات إيجابية ؟ هل استخدموه في رفع وعي المجتمع بالمخاطر المحيطة به أم كان تويتر انعكاساً لدرجة وعي المجتمع ونخبه ووعائهم الأخلاقي على اختلاف مشاربهم!. بصرف النظر عن ما نسب عن حصة آل الشيخ والاشتباهات بأن يكون الحساب مزوراً، فليس هذا المهم والسؤال الآن لمصلحة مَن إشغال الرأي العام قبل التثبت؟ وهل يعامل الجميع بنفس درجة التصعيد عندما تحدث زلة؟ ليس كل ما ذكر هو بيت القصيد ، بل هي دعوة للتأمل كيف نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي؟ وماذا حققنا من مثل هذه الوسائل لاستشراف مستقبل أفضل للإنسان بما يحقق آماله وتطلعاته في حياة مستقرة تساهم في بحث حلول لقضاياها التي تؤرقه ابتداء من الإسكان مروراً بقضايا الأجيال كالبطالة والعنوسة وغيرهما الكثير من القضايا التي تستحق عناء البحث والنقاش والتنقيب في ثقافة المجتمع وأوجه القصور بما يساهم في إيجاد الحلول. خلال الزلزال المدمر الذي ضرب شرق اليابان في العام الماضي والذي يعد أكبر زلزال يصيب اليابان وأكبر سابع زلازل مرصود في التاريخ برع اليابانيون في استخدام تويتر، فبرغم أن قوة الزلزال 8.9 درجات على مقياس رختر والذي بطبيعة الحال يؤثر بشكل واسع على شبكات الاتصال والانترنت إلا أن إجمالي عدد التغريدات يومياً خلال تلك الفترة بلغت مليوني تغريدة دون حساب للتغريدات المعاد إرسالها والهاشتاقات. استخدم اليابانيون تويتر لحماية الأرواح من آثار الزلزال والطوفان، كان اليابانيون يغردون حول الاشخاص المحتجزين ويعاد إرسال التغريدات بشكل فوري وبهذه الطريقة ساهموا في توظيف التقنية في إيجاد الحلول الأنجع لقضاياهم التي هددت سلامة الإنسان الياباني من المخاطر المحدقة وهذا ما يجب أن ندركة ونتبناه حتى نستفيد من كل أداة فعالة بما يحرز تقدما ينعكس على حاضر الأجيال ومستقبلهم.