كما وضعتها من قبل في موضوع تحت عنوان: "هل كانت صحوة أم غفوه؟"، جميل جدا أن توضع (الصحوة) على محك النقاش والحوار الاجتماعي ليمكن إنصافها وإنصاف الناس منها، بعد أن بقيت لفترة طويلة من الزمن محرمة على النقد والمراجعة لمعطياتها ونتائجها. والأجمل أن يدخل إلى قاعة هذا النقاش وهذا الحوار صفوف المجتمع بكل تفريعاتها وتنوعها. وقد كان لشيخ قبيلة (تويتر) فضل فتح المجال رحبا لمطارحة مسألة شائكة في مجتمعنا كهذه المسألة، فقد (هشتق) مجموعة ملونة من أفراد هذه القبيلة موضوع الصحوة وأدلوا بآرائهم حيالها، كل من مشربه ووجهة نظره. وضمن حس إعلامي مميز رصدت بعض المواقع والصحف الإلكترونية هذه الآراء منوهة بما اعتبره المشاركون بالآراء تشوها اجتماعيا وقف خلفه ما يُسمى ب"تيار الصحوة" ابتداء من الثمانينات الميلادية حين نشط "الصحويون" وهم أفراد ينتمون لمجموعات دينية متشدده لتشكيك البسطاء في عاداتهم وسلوكهم موهمين إياهم بأن معظم ممارساتهم الحياتية «حرام». وقد جاء، في سياق هذا الرصد، تأكيد معظم المشاركين في الحوار عن القضية، ومن بينهم مثقفون ومثقفات وكتاب رأي أن نجاح الصحويين خلال تلك الفترة في تغيير وجه المجتمع باتجاه ما وصفوه بالتشدد يعود إلى أن الناس كانوا بسطاء. وتم إيهامهم بشكل مستمر ومكثف بأنهم مذنبون من قبل ناشطي التيار الصحوي، حيث ذكر بعض المشاركين أن الصحويين حرّموا كل شيء وحين اكتشفوا حاجتهم له عادوا وحللوه، ضاربين على ذلك أمثلة كثيرة منها تحريم التصوير الفوتوغرافي، وتحريم اقتناء التلفزيون والدش، وتحريم الاحتفال بالمناسبات الوطنية.. وغيرها. طبعا، ليس بالضرورة أن نوافق على ذلك أو لا نوافق. المهم هو أن قضايانا الكبرى أصبحت تناقش بحرية تحت الشمس، بدون أن يصيبنا الحرج من مناقشة هذه القضايا التي كانت تبدو مقدسة.. والصحويون من حقهم، في مقابل هذه الآراء، أن يظهروا للناس مزايا ونتائج تلك الفترة، التي يبدو أنها ستكون محل نظر وجدل طويل.