ما حكاية مغردي «تويتر» و التطاول على الله ورسوله ؟! هل أصبح التطاول على الدين والعلماء لا يشبع النهم، ولا يعطي مفعول لذة جرعة الإدمان الكاملة فأصبح التطاول على الله ورسوله أشبه بالجرعة المفرطة لمدمني المخدرات ؟! كنا مع جهال يتطاولون، ثم مع أنصاف مثقفين يتطاولون، وأصبحنا اليوم مع أشباه مثقفين يتطاولون، فهل أصبح المس بالذات الإلهية وكرامة رسوله عند البعض من علامات الارتقاء في الفكر أو السمو في الطرح ؟! ألا تصيبهم القشعريرة والرهبة لمجرد التفكير ولو تفكير في خط تلك الأحرف المخيفة؟! أليس في النفس ولو ذرة خوف مما قد تحصده تلك الكلمات المرعبة ؟! ألا يتفكرون في لحظة مواجهتها يوم لا ينفع لا مال ولا بنون، ولا تصفيق مريدين ولا تهليل معجبين ؟! فكم سيعيشون و كم ستمتد بهم سنين الحياة قبل أن يقفوا أمام لحظة الحقيقة وساعة الحساب؟! هل سيعيشون مئة عام؟! مئتين أو ثلاثمئة أو أربعمئة أو خمسمئة؟! نوح نفسه عاش ألف سنة إلا خمسين و مع ذلك مات ومضى على موته أكثر مما عاش فهل سيكونون أطول عمرا منه ؟! يكتب المرء منهم تغريدته المسيئة ثم يسارع إلى محوها خوفا من قضاة الأرض، ولو أدركوا و عقلوا لتفكروا في قاضي السماء الذي يمهل ولا يهمل!